شرعت مصالح الأمن، بالتنسيق مع الحماية المدنية على مستوى ولاية تلمسان الحدودية، أقصى غرب البلاد، في عملية لتسهيل مغادرة المئات من المهاجرين الأفارقة. وقد شوهد، أوّل أمس، عناصر من أفراد الشرطة برفقة أعوان الحماية المدنية في النقاط المعروفة بتجمّع المهاجرين الأفارقة بعاصمة الولاية مثل حي عرسة ديديو خلف قلعة المشور بتلمسان، أين كانت تتمركز عشر عائلات من جنسية نيجيرية، أقامت بالحي المذكور بطريقة فوضوية منذ قرابة الثمانية شهور، إضافة إلى عائلات أخرى قرب محطة القطار وبحي الزيتون. وبحسب مصدر أمني مسؤول، فإن التدخل كان لدواعي إنسانية بحتة تهدف إلى مساعدة المهاجرين في التنقل بكل حرية إلى وجهة آمنة، إلا أن مصادر أخرى ربطت العملية بالإجراء الاستباقي لتطهير الحدود الغربية للبلاد من أي اختراقات ممكنة، في ظل انتشار الآلاف من المهاجرين القادمين من دول الساحل الإفريقي ومن سورية من الهاربين من جحيم الحرب والمجاعة. وحسب معلومات تحوزها “الخبر”، فإن المهاجرين الأفارقة المنتشرين في مدن تلمسان ومغنية الحدودية، أغلبهم من جنسيات نيجيرية ومالية وكامرونية، ويقارب عددهم الألف مهاجر، أغلبهم نساء وأطفال، ومنهم من يشتغل في البناء والفلاحة بطريقة غير شرعية. وكانت أكبر عملية ترحيل للمهاجرين الأفارقة بالمنطقة سنة 2006، حيث فضّت السلطات العمومية مخيّم وادي جرجي للأفارقة بمدينة مغنية، 20 كيلومتر عن مدينة وجدة المغربية، وتم ترحيل قرابة الألفين مهاجر نحو الجنوب الجزائري باتجاه البلدان الأصلية للمهاجرين الذين يقصدون الجزائر عادة للعبور نحو أوروبا .