عن عبد اللّه بن عمرٍو رضي اللّه عنهما عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: ”أَربعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنافِقًا، وإنْ كَانَتْ خَصلةٌ مِنهُنَّ فِيهِ كَانَتْ فِيهِ خَصلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها: مَنْ إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذا خَاصم فَجَر، وإذا عَاهَد غَدَرَ” أخرجه البخاري ومسلم. أحدها: أن يُحدِّث بحديث لمن يصدِّقه به وهو كاذب له، وفي المسند عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ”كَبُرَت خيانةً أنْ تحدِّث أخاك حديثًا هو لك مصدِّقٌّ، وأنت به كاذب”. الثاني: إذا وَعَدَ أخلف، وهو على نوعين: أحدهما، أنْ يَعِدَ ومِنْ نيته أنْ لا يفي بوعده، وهذا أشرُّ الخلف، ولو قال: أفعل كذا إنْ شاء اللّه تعالى ومن نيته أنْ لا يفعل، كان كذبًا وخُلفًا. والثاني، أنْ يَعِدَ ومن نيته أنْ يفي، ثمّ يبدو له، فيُخلِفُ من غير عذرٍ له في الخلف. والثالث: إذا خاصم فجر، ويعني بالفجور أنْ يخرج عن الحقِّ عمدًا حتّى يصير الحقُّ باطلاً والباطلُ حقًا، وهذا ممّا يدعو إليه الكذب، كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم: ”إيَّاكم والكَذِبَ، فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفُجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النّارِ”. الرابع: إذا عاهد غدر، ولم يفِ بالعهد، وقد أمر اللّه بالوفاء بالعهد، فقال: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} الإسراء:34. وفي الصّحيحين عن ابن عمر رضي اللّه عنهما عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ”إنَّ الغادرَ يُنصبُ له لواءٌ يومَ القيامة، فيُقال: ألا هذه غَدرةُ فلان”.