نشرت : المصدر الخبر الجزائرية الأربعاء 18 فبراير 2015 09:00 عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: "أَربعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنافِقًا، وإنْ كَانَتْ خَصلةٌ مِنهُنَّ فِيهِ كَانَتْ فِيهِ خَصلَةٌ مِنَ النِّفاقِ حتَّى يَدَعَها: مَنْ إذا حَدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أَخْلَفَ، وإذا خَاصم فَجَر، وإذا عَاهَد غَدَرَ" أخرجه البخاري ومسلم. فسّر أهل العلم المعتبرون أنَّ النِّفاقَ في اللغة هو من جنس الخداع والمكر وإظهار الخير، وإبطان خلافه، وهو في الشّرع ينقسم إلى قسمين: أحدهما: النّفاقُ الأكبرُ، وهو أنْ يظهر الإنسانُ الإيمانَ باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، ويُبطن ما يُناقض ذلك كلَّه أو بعضه، وهذا هو النِّفاق الّذي كان على عهد النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، ونزل القرآن بذمِّ أهله وتكفيرهم، وأخبر أنَّ أهله في الدَّرْكِ الأسفل من النّار. والثاني: النّفاق الأصغر، وهو نفاق العمل، وهو أنْ يُظهر الإنسانُ علانيةً صالحة، ويُبطن ما يُخالف ذلك. وأصولُ هذا النّفاق ترجع إلى الخصال المذكورة في هذه الأحاديث، وهي: أن يُحدِّث بحديث لمَن يصدِّقه به وهو كاذب له، قال صلّى اللّه عليه وسلّم: "كَبُرَت خيانةً أنْ تحدِّث أخاك حديثًا هو لك مصدِّقٌّ، وأنتَ به كاذب". وإذا وَعَدَ أخلف، وهو على نوعين: أحدهما: أنْ يَعِدَ ومِنْ نيته أنْ لا يفي بوعده. والثاني: أنْ يَعِدَ ومن نيته أنْ يفي، ثمّ يبدو له، فيُخلِفُ من غير عذرٍ له في الخلف. وإذا خاصم فَجَرَ، ويعني بالفجور أنْ يخرج عن الحقِّ عمدًا حتّى يصير الحقُّ باطلاً والباطلُ حقًّا، وهذا ممّا يدعو إليه الكذبُ، كما قال صلّى اللّه عليه وسلّم: "إيَّاكم والكَذِبَ، فإنَّ الكذِبَ يهدي إلى الفُجور، وإنَّ الفجور يهدي إلى النّارِ" أخرجه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي اللّه عنه. وإذا عاهد غدر، ولم يفِ بالعهد، وقد أمر اللّه بالوفاء بالعهد، فقال: {وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً} -