حدثنا عن معاناة الصحفيين خلال الحرب على غزة؟ الإعلاميون بدأوا المعركة قبل أن تبدأ، حيث واكبوا هذا الاحتلال وعدوانه، فمنذ اللحظة الأولى لهذه الحرب كانت هناك محاولة من الاحتلال لإخراس الإعلام الفلسطيني، ففي اليوم الأول تم قصف سيارة لصحفيين، وبعدها بدأت الاستهدافات الصهيونية للصحفيين بتدمير منازلهم وقصفهم مباشرة، واستهداف كل ما هو معلم صحفي من مؤسسات ومن مركبات، حيث استشهد في هذه الحرب 17 صحفيا من بينهم صحفي إيطالي، وأصيب ما يقارب 25 صحفيا منهم إصابات خطيرة وتعرضوا للبتر، بالإضافة إلى استهداف الكثير من المؤسسات الإعلامية على رأسها شبكة فضائية الأقصى الإعلامية، وهذا كله لم يؤثر في صوت الفلسطينيين والإعلاميين، بل زاد الفلسطيني تحديا وإصرارا على أن يقوم بدوره لإظهار ما يقوم به الاحتلال من مجازر. هل وضعتم الجهات الدولية المعنية بحماية الصحفيين في صورة ما يحصل للإعلاميين في غزة؟ نعم تواصلنا مع الجهات المختلفة وخاصة مؤسسات حقوق الإنسان والجهات المعنية بحقوق الصحفيين، ووضعناهم في صورة ما حصل، ولدينا الآن توثيق لهذه الجرائم المختلفة، وطالبنا الجهات المعنية بحماية الصحفيين بأن يقوموا بدورهم، وهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها الصحفيون للقتل، ففي الحروب السابقة تعرض الصحفيون للقتل بشكل مباشر، ولذلك عدم قيام هذه المؤسسات بدورها ومحاسبة الاحتلال هو الذي جرأ الاحتلال هذه المرة على استهداف الصحفيين، ولذلك هذه المرة سنطلب منهم أن يتحملوا مسؤولياتهم وإلا سيكونون مشاركين بطريقة غير مباشرة فيما يتعرض له الصحفيون من قتل. إلي أي مدى نجح الإعلام الفلسطيني في نقل الرواية الفلسطينية مقابل الدعاية الإسرائيلية؟ بالفعل، الإعلام الفلسطيني انتصر قبل انتصار الميدان، لأننا نتحدث عن معادلة معقدة، أنت لا تظهر في إعلامك صورة واحدة هي القتل والتدمير والمجزرة، بل أيضا تظهر الجانب الآخر من الصمود الأسطوري والثبات واستبسال المقاومة أمام هذا الاحتلال الذي يملك ماكينة قوية في الإعلام، وظهر أنه فاشل في المقابل، الجمهور الإسرائيلي وحتى الإعلام الأجنبي حينما يريد الخبر الحقيقي والأكيد تتوجه إلى الإعلام الفلسطيني وتأخذ عبر منابره، ولا تصدق الإعلام الإسرائيلي لأنه بات كاذبا بفداحة كبيرة، وهذا ما رأيناه من تأثر حقيقي على الأقل في المجتمعات الأوروبية، حيث انعكس على الأرض بمسيرات داعمة لغزة، هذا كله بسبب جهود الإعلاميين الفلسطينيين الذين خاطروا بأنفسهم لأنهم أرادوا نقل الصورة للعالم وهذا العالم تحرك بمئات الآلاف. هل من رسالة توجهونها إلى الإعلام الجزائري؟ الشعب الجزائري له تأثير إيجابي على معنويات الشعب الفلسطيني، و الشعب الجزائري كله يقف بجانب الشعب الفلسطيني وإلى جانب غزة، والإعلام الجزائري دائما كان مميزا وتابعناه حقيقة وكان يتواصل معنا وينقل الصوت من غزة، والشعب الجزائري دائما يثبت أنه شعب أصيل وإعلامه أصيل، وكان له دور في نقل الصورة والثبات والصمود والمقاومة رغم فداحة المجازر، فكل الحب والتقدير إلى الإعلام الجزائري حفظهم الله وجعلهم دائما داعمين لشعبنا.