قتلت الطائرات الحربية الإسرائيلية صحافيا فلسطينيا يعمل في إحدى القنوات الإذاعية المحلية في قصف استهدف أول أمس منزله في حي الزيتون جنوب القطاع. واستشهد الصحفي علاء مرتجى الذي يعمل لحساب إذاعة "ألوان" المحلية بعدما أصيب بجراح خطيرة إثر تعرض منزله لقصف صاروخي إسرائيلي في وقت كان يؤدي فيه واجبه الإعلامي انطلاقا من مقر سكنه. ويرتفع عدد الصحفيين الفلسطينيين الذين استشهدوا منذ بدء الحرب الإسرائيلية في ال27 ديسمبر من العام الماضي إلى أربعة شهداء إضافة إلى عدد من المصابين بعدما استهدفت طواقمهم الصحفية وهو ما يطلق سفارة الإنذار في تجاوز إسرائيل كل الخطوط الحمراء في حرب فاقت في قذارتها ما تسميه دولة الكيان الصهيوني ب"المحرقة النازية". كما استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية مساء أول أمس برجا يضم عدة مكاتب صحافية محلية وأجنبية بالرغم من وجود عدة إشارات صحفية واضحة تعرف بهوية المكان. ولم تستثن آلة الدمار الإسرائيلية التي تقترف أبشع المجازر ضد شعب اعزل في قطاع غزة في قصفها المتواصل منذ أزيد من أسبوعين لا موظفي الأممالمتحدة ولا العاملين في المجال الإنساني ولا حتى الإعلاميين الذين أصبحوا في اليومين الأخيرين من بين أهم الأهداف التي تستهوي الطائرات الحربية الإسرائيلية. والحقيقة التي لا تخفى على أحد هي أن إسرائيل بتعمدها استهداف الصحفيين في قطاع عزة تسعى إلى فرض تعتيم إعلامي على حقيقة المجازر البشعة التي تقترفها ضد المدنيين الفلسطينيين من أطفال ونساء وشيوخ. وتسعى بهذا العمل الجبان إلى دفن جرائمها المروعة التي يعجز اللسان عن وصفها تحت أنقاض المنازل التي انهارت على رؤوس ساكنيها وجثث وأشلاء الشهداء التي بقيت متناثرة على أرصفة الطرقات وتحت الركام لأيام عديدة دون أن يتمكن أحد من الوصول إليها بعدما استهدف المسعفين أيضا. والمؤكد أن إسرائيل تخشى من كشف هذه الجرائم أمام أعين العالم بعدما تزعزعت صورتها أمام الرأي العام العالمي الذي خرج في جميع أنحاء المعمورة للتعبير عن غضبه إزاء ما يحدث من مجازر مروعة تركت في كل بيت وركن. وقد استنكرت نقابة الصحافيين الفلسطينيين استهداف قوات الاحتلال للصحافيين العاملين في قطاع غزة وطالبت المؤسسات الصحافية الدولية والمجتمع الدولي بتوفير الحماية للصحافيين الفلسطينيين. وأعربت النقابة عن قلقها لاستهداف الطيران الحربي الإسرائيلي البرج الذي يوجد به عدد من المكاتب الصحافية المحلية والأجنبية برغم من وجود إشارات صحفية واضحة. وقالت في بيان لها أمس "إن هذا الاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي هدفه تخويف وترويع الصحافيين الفلسطينيين حتى لا يتمكنوا من نقل الحقائق وفضح جرائم الاحتلال". وطالبت الاتحاد الدولي للصحافيين ولجنة حماية الصحافي والمؤسسات الصحافية الدولية والمجتمع الدولي بتوفير الحماية للصحافيين الفلسطينيين وأكدت أن منع الصحافيين الأجانب من الدخول لغزة هو دليل على أن الاحتلال الإسرائيلي يريد فرض تعتيم إعلامي على ما يرتكبه من جرائم ضد المدنيين وضد الصحافيين. وطالبت النقابة بوقف العدوان والتحرك الفوري والعاجل للسماح للصحافيين الفلسطينيين والأجانب بالدخول إلى غزة والعمل بحرية.