كيف تقيم الوضع الإنساني في قطاع غزة بعد ما يقارب الشهر من الاعتداء الإسرائيلي عليها؟ الجبهة الداخلية متماسكة رغم العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ ما يقارب الشهر والذي طال كل شيء حتى الجنين في بطن أمه، وهناك دعم غير مسبوق للمقاومة ومناصرة لها، ولكن الوضع الإنساني شديد الصعوبة بسبب انعدام التيار الكهربائي والصعوبة في الحصول على المياه وعدم توفر الاحتياجات الأساسية، وتشريد مئات الأسر التي دمرت بيوتهم بفعل صواريخ طائرات آف 16 والآن هم يعيشون في المدارس والمستشفيات في أوضاع إنسانية مزرية، ومع ذلك تجد السيدة التي فقدت أولادها وبيتها تدعو إلى المقاومة أن ينصرها الله. بعد ما يقارب شهر من العدوان على غزة ما هي رسالة الشعب الفلسطيني للعدوان وللمحاصرين؟ الشعب الفلسطيني أصبح له تجربة كبيرة في ظل العدوان المتكرر عليه، خاصة أن هذه الحرب هي الثالثة في أقل من ثمانية أعوام، ولم ينكسر أمام مخططات التشريد والتدمير التي تهدف في مجموعها إلى نبذ المقاومة وترك السلاح للدفاع عن نفسه أمام الآلة العسكرية الصهيونية، وإن كان للشعب الفلسطيني من رسالة للعدوان والمحاصرين فهي الصمود ثم الصمود حتى تحرير فلسطين كل فلسطين ولكن ما يوجع شعبنا التكالب العربي الرسمي عليه واصطفافه إلى جانب العدو الصهيوني في محاولة منه إلى سحبه إلى مربع الهزيمة والانكسار ولكن ذلك عنهم بعيد. ما رسالتكم للعدو بعد إعادة استهداف قناة الأقصى الفضائية ومؤسسات شبكة الأقصى الإعلامية؟ شبكة الأقصى الإعلامية والمكونة من قناتين فضائيتين وإذاعتين وتلفزيون أرضي ووكالة أنباء ومنذ تأسيسها في العام 2003 وهي تتعرض للاستهداف الصهيوني، فقد قصفت الإذاعة في العام 2004 وتم تدمير مقرها وفي عام 2008 الطائرات الحربية دمرت مقر فضائية الأقصى وفي عام 2012 قصفت الطائرات الحربية مقر مرئية الأقصى وهي التلفزيون الأرضي وفي هذه الحرب تم تدمير كل مؤسسات ومقرات الشبكة وهي مقر إذاعتي الأقصى والأقصى مباشر وفضائيتي الأقصى وسراج الأقصى ومرئية الأقصى الأرضية، ورغم ذلك كله استمرت الشبكة في التغطية ولم ينقطع بثها، وفي ذلك رسالة واضحة للعدو الصهيوني أن الإعلام المقاوم مثله مثل الشعب الفلسطيني لن ترهبه صواريخ الطائرات التدميرية وسيستمر في تغطيته لأنها ليست مجرد رسالة إعلامية ولكنها تعتبر ضمن صور الصمود التي يركن لها شعبنا في وجه التحديات والمؤامرات وأن استمرار الأقصى في بثها يعني استمرار الصمود والمقاومة الفلسطينية. ^ هل ترى جدوى للتحركات العربية لوقف العدوان على غزة؟ للأسف التحركات العربية الشعبية خجولة ولا ترقى لما يتعرض له شعبنا من مؤامرات ومن تشريد ومن قتل للآلاف ومنها عشرات الأسر التي مسحت من السجل المدني، ولربما ما شهدته بعض العواصم الأوروبية وحتى بعض المدن الأمريكية كانت الأكثر فاعلية والأثر على صمود شعبنا وفي ذلك أسف شديد ولكن هذه هي الصورة. وفي المقابل، شعبنا يرى أي تحرك عربي رسمي أنه تآمر عليه وليس مناصرة له. ^ ما رأيك في الموقف الجزائري نحو العدوان وما تقدمت به الجزائر للأمم المتحدة؟ شعبنا كان ينتظر من الجزائر الكثير لخصوصية العلاقة بين الشعبين، فالجزائر لها مكان كبير في قلوب وعقول الفلسطينيين ونحن ننتظر منها الكثير خاصة على المستوى الشعبي. وهنا لا ننسى منع السلطات المصرية لبعض الوفود الجزائرية من الدخول إلى غزة، لكن هذا كله أقل بكثير من المنتظر من شعب المليون شهيد رغم أننا نثمن المبادرة وننتظر المزيد