يمثل طالب جامعي من كلية الهندسة والعلوم من جامعة بوبكر بلقايد في تلمسان، اليوم، أمام قسم الجنح لدى محكمة بئر مراد رايس في الجزائر العاصمة، بتهمة القرصنة واختراق مواقع إلكترونية حكومية. تعود حيثيات القضية إلى شهر جويلية الماضي، حيث تنقلت فرقة أمنية خاصة من الجزائر إلى بلدية أولاد ميمون لتوقيف طالب في الجامعة يدعى “م.ح.ع”، بعد توصّل المحققين لتحديد هوية القرصان الذي كان ينتحل هوية الرئيس العراقي صدّام حسين في اختراقه لعدة مواقع حكومية مثل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة المالية وبريد الجزائر. وكان الهاكر الجزائري عند دخوله واختراقه هذه المواقع يترك رسائل يوصي فيها المشرفين على المواقع الإلكترونية بتطوير المنظومة الأمنية وتحديثها تفاديا للاختراق وهجمات القراصنة. وعلمت “الخبر” أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وإدارة بريد الجزائر تأسستا طرفا مدنيا في هذه القضية التي تعد الأولى من حيث نوع التهمة وتأثيرها وبعد أكثر من ثلاث سنوات من دخول قانون محاربة الجرائم الإلكترونية والسيبرانية حيز التطبيق. وقد استفاد الطالب المتّهم من الاستدعاء المباشر بعد أن أطلق سراحه بعد سماع أقواله التي قال فيها إنه “كان ينوي تنبيه المشرفين على المواقع الحكومية الجزائرية إلى ضعف المنظومة الأمنية مقارنة بما يجري في العالم”، مثلما كان يكتب منبها على جدران المواقع التي اخترقها، مثل موقع مؤسسة بريد الجزائر التي تدير حسابات بريدية جارية لأكثر من ثمانية ملايين مواطن ومؤسسة، وموقع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وما له من أهمية في حفظ الأسرار العلمية والخصوصيات البحثية للطلاب والأساتذة. ومن تصريحاته أن الطالب المتهم استدل بمهارته في التحكم في تكنولوجيا الحواسب والأنترنت بنجاحه في اختراق مواقع أمنية أجنبية مثل ما فعله بموقع منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية المضادة للصواريخ. وكان مصدر مسؤول من وزارة البريد وتكنولوجيا الاتصال قد كشف، في موعد سابق، أن الجزائر تحتل المرتبة الأولى مغاربيا والثالثة عالميا من حيث قرصنة المواقع الإلكترونية حسب دراسة أمريكية أعدّتها مؤسّسات قومية متخصّصة.