خصصت الصحافة الجزائرية اليوم الخميس مساحات كبيرة لموضوع مقتل الرهينة الفرنسي إيرفيه غورديل وعن الخطر الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" على الجزائر، معبرة عن خوفها من عودة "سنوات الظلام" و"العشرية السوداء". في حين تواصل وحدات من الجيش الجزائري تمشيطها لمناطق عدة في أعالي جبال جرجرة والقرى المجاورة لها، كشفت جريدة "ليبرتي" الجزائرية الخاصة والناطقة بالفرنسية أن الشرطة أوقفت مساء أمس الأربعاء شخصين يعملان في نادي متسلقي الجبال الواقع بمدينة بوفاريك التي تبعد عن الجزائر العاصمة حوالي 40. وأضافت الجريدة أن الشرطة صادرت عدة كومبيوترات وآلات تصوير، و أضافت أن أحد الموقوفين كان رافق إيرفيه غورديل إلى قمة جبال جرجرة وتم إطلاق سراحه من طرف الإرهابيين. وأشارت اليومية إلى أن الموقوف ولد في فرنسا ومن أم فرنسية واستقر منذ سنوات في الجزائر بعد أن أعجب بالمناطق الخلابة التي توفرها منطقة القبائل وقام بعدة جولات فيها وهو الذي أنشأ نادي التسلق ببوفاريك. وفي افتتاحيتها، كتب الصحفي حسن موالي من جريدة الوطن أن قطع رأس الرعية الفرنسي تعيد الجزائر إلى سنوات الظلام وتذكر الجزائريين، الذين واجهوا سنوات الإرهاب بالبكاء والحزن والدم، بالعشرية السوداء. وأضاف الصحفي:" إضافة إلى الحزن والأسى الذي نشعر به بعد مقتل الرهينة الفرنسي والتعاطف مع عائلته، السؤال المطروح اليوم، هو كيف سيكون يوم غد في الجزائر؟". وأضاف:" الجزائريون الذين يعتقدون أن سنوات الدمار والإرهاب انتهت أصبحوا اليوم خائفين ويتساءلون كيف تمكن الوحش، أي تنظيم "الدولة الإسلامية" أن يصل إلى أعالي جبال القبائل في غضون أيام قليلة فقط". تساؤلات عديدة من جهته، تساءل الموقع الإلكتروني " كل شيء عن الجزائر" كيف لم تتمكن قوات الأمن والجيش التي تملك إمكانات اتصالات قوية من تحديد المكان الذي بث منه الشريط الأول الذي أعلن فيه عن خطف مواطن فرنسي في وقت كانت قوات الجيش منتشرة بكثافة في منطقة القبائل. وكتب الموقع: "جرت العادة حين يقوم الجيش بعمليات عسكرية كثيفة، أن يقوم بتعطيل كل شبكات الهاتف والاتصال، لكن هذه المرة لم ينجح في ذلك. فهل هذا يعني أن الإرهابيين استخدموا شبكات هاتفية متطورة جدا أم تمكنوا من الإفلات من قبضة العسكريين وقاموا ببث أشرطتهم من مكان آمن ". وواصل: "كيف تمكن الإرهابيون من الإفلات من قبضة الجيش الجزائري الذي حاصر بشكل كثيف المنطقة وكيف لم يرصد المكالمات وعمليات بث أشرطة الفيديو بالرغم من أنه يملك إمكانيات لوجستية وتقنية كبيرة؟". أما جريدة "المجاهد" الحكومية، فقد اكتفت بالقول إن الحكومة تدين بشكل قوي "العمل الحقير" الذي قام به الإرهابيون، مضيفة، نقلا عن تصريح لوزارة الدفاع الجزائرية، أن محاربة الإرهاب ستستمر بدون هوادة وبكل عزم".