أكد وزير الشؤون الخارجية، السيد رمطان لعمامرة، أول أمس، بنيويورك، أن قيام المحادثات بين أطراف النزاع في مالي قد شكل “مبعث ارتياح” على اعتبار، كما قال، أنه تزامن مع تحرير الدبلوماسيين الجزائريين الأخيرين المحتجزين قرابة ثلاث سنوات من قبل مجموعة إرهابية. ترحم وزير الشؤون الخارجية، رمطان لعمامرة، يوم السبت الفارط، بنيويورك، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، على روحي قنصل الجزائر بغاو ونائبه اللذين فقدا الحياة أثناء احتجازهما بهذه المنطقة من مالي. وقال السيد لعمامرة، في مداخلة خلال النقاش العام للدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة: “أغتنم هذه السانحة لأنحني أمام روحي قنصل الجزائر بغاو ونائبه اللذين فقدا الحياة أثناء احتجازهما بهذه المنطقة”. كما أكد لعمامرة أن “الجزائر تسجل باهتمام نتائج الاجتماع رفيع المستوى لمجلس الأمن حول الإرهاب والمحاربين الأجانب، وكذا التعبئة الدولية الراهنة لمكافحة الإرهاب العابر للحدود المتفاقم خطره في العراق وسوريا”. واعتبر الوزير أن الظروف الإقليمية الصعبة تتطلب تكثيف جهود مكافحة الجماعات الإرهابية الناشطة في الساحل والروابط التي أقامتها مع شبكات تجارة المخدرات والجريمة المنظمة. وفي إطار المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، أكد السيد لعمامرة أن الجزائر ستتابع تعاونها سيما وأنها تترأس مناصفة فريق العمل المتعلق بالساحل ومسائل تأمين الحدود وكذا الوقاية من الاختطاف مقابل فدية من قبل الجماعات الإرهابية، وذلك، كما قال، عملا بالتوصيات الصادرة عن ورشة الجزائر التي نظمت في سبتمبر 2013 حول هذا الموضوع والقرارات ذات الصلة للجمعية العامة ومجلس الأمن للأمم المتحدة. وأضاف أن اغتيال الرعية الفرنسي هيرفيه غورديل “يبرز ضرورة تدعيم التعاون في مجال مكافحة الإرهاب في جميع أشكاله”. أكد وزير الشؤون الخارجية، حسب وكالة الأنباء الجزائرية، أن مسار الجزائر و«إعلان وقف الاعتداءات هيأ الأرضية لإطلاق مفاوضات جوهرية في مالي ابتداء من أول سبتمبر بغية التوصل إلى اتفاق سلام شامل ونهائي”. وعن الوضع في ليبيا، قال الوزير إنه “ما فتئ يتدهور خلال السنوات الثلاث الأخيرة. وقد جاءت المبادرة الجزائرية المزدوجة، المتمثلة في وضع إطار تحرك مشترك لكل دول جوار ليبيا وكذا إطلاق حوار شامل من أجل المصالحة الوطنية وتقوية مؤسسات الدولة، لتقديم مساهمة نوعية في تحقيق السلام المنشود للشعب الليبي الشقيق”. دعا وزير لعمامرة الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى تأكيد عقيدة الأممالمتحدة المتعلقة بتصفية الاستعمار فيما يخص قضية الصحراء الغربية.. وقال السيد لعمامرة: “إن التقييم الشامل الذي سيقدمه السيد بان كي مون في أفريل 2015 حول قضية الصحراء الغربية التي تتنازع عليها المملكة المغربية وجبهة البوليزاريو، يجب أن يؤكد عقيدة الأممالمتحدة فيما يخص مسألة تصفية الاستعمار ويبرز أهمية قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة”. كما أكد الوزير أن الجزائر التي تساند “بلا تردد حق شعب الصحراء الغربية غير القابل للتصرف في تقرير مصيره، تشجع الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص كريستوفر روس على تكثيف جهودهما لتأمين نجاح مساعيهما في هدا الصدد”. واستطرد الوزير قائلا: “تتقاسم الجزائر مصيرا مشتركا مع الشعوب المغاربية. هذا ما جعلها تخطط تنميتها الخاصة وتسييرها وفق منهج يشجع اندماج الفضاء الجيوسياسي الواسع الذي تشكل الجزائر مكونه المركزي”.