أوضح البروفيسور حبيب دواقي بأن الشلل الذي مس المصلحة الاستشفائية الجامعية الوحيدة التي لديها خبرة في التكفل بأمراض الحساسية، حسبه، دفع المرضى الجزائريين إلى الذهاب إلى تونس وفرنسا من أجل العلاج، معتبرا الأمر فضيحة حقيقية. في نفس السياق، كشف حبيب دواقي أنهم قاموا بمراسلة وزارة الصحة ومدير الصحة وكذلك مدير معهد باستور، باعتباره المسؤول عن استيراد هذه الأدوية، أكثر من مرة، وإطلاعهم على الوضع الصحي المتدهور في ظل النقص والغياب الكامل لبعض أنواع الأدوية، على غرار المذكورة سابقا، غير أنهم لم يتلقوا أي رد، وهذا رغم الميزانية الضخمة التي تخصصها الدولة لقطاع الصحة، والتي لم تظهر نتائجها على أرض الواقع، حيث مازال المواطنون يموتون في صمت بأمراض الحساسية. ومع استمرار الوضع الحالي، حذر المتحدث من تفاقم الوضع، مؤكدا أن أمراض الحساسية والمناعة العيادية تتطلب تشخيصا مبكرا من أجل التكفل بالمريض، مضيفا أن دواء الكشف عن مسببات الحساسية واللقاح مهمان جدا ولا بديل عنهما من أجل التشخيص والعلاج. وأكد رئيس المصلحة أن الجزائريين يعانون من أمراض الربو والحساسية بصفة واسعة، كاشفا: “أكثر من 4 ملايين جزائري يعانون من التهاب الأنف ومليون مريض يعانون من التهاب القصبات الهوائية”، مشيرا إلى أن حساسية الأنف تمثل ما نسبته 24 بالمائة من أمراض الحساسية لدى الجزائريين. من جهة أخرى، أضاف المتحدث أن معدل أمراض الربو وسط الجزائريين يمتد ما بين 3 إلى 4 بالمائة من المجتمع عند البالغين، بينما يعاني 8 بالمئة من الأطفال من الربو. وأشار دواقي إلى أن المنظمة الدولية للصحة تصنف أمراض حساسية الأدوية والأغذية في المرتبة الرابعة كمشكل صحي في العالم، داعيا إلى ضرورة تحسين التشخيص والعلاج من خلال تكوين أطباء متخصصين، وذلك في إطار برنامج وطني للتكوين المتواصل بالتعاون مع وزارة التعليم العالي ووزارة الصحة. وقال البروفيسور دواقي الذي ينشط في الجمعية الإفريقية الجزائرية لأمراض الحساسية والأمراض العيادية، إن توسيع التكوين ضروري خاصة في مناطق الجنوب والوسط والمناطق النائية.