ما هي قراءتك للوضع في ليبيا في ظل احتدام الصراع بين أطراف النزاع؟ الفوضى وحالة اللاأمن التي تعيشها ليبيا جعلتها مناخا مناسبا للفصائل الإسلامية الإرهابية المتشددة، لتنفيذ عملياتها الانتحارية داخل ليبيا، ما جعلها مهيأة لتتحوّل إلى أفغانستان جديد، وذلك لعدم امتلاكها جيشا قويا للسيطرة على المناطق المتفرقة والمختلفة فيها وغير الموحدة، وأتوقع بأن الوضع مرشح للتضاعف بعد أن قفزت عليها العناصر الإرهابية بكل قوتها. وما تأثير هذه الأحداث على الوضع في مصر، خاصة في ظل الحديث عن الجيش المصري الحر الذي تم تأسيسه في ليبيا؟ ما يحدث في ليبيا يهدد بشكل قوي الأمن القومي المصري واستقراره، وهذه الجماعات الإرهابية تعد العدة للانقضاض على الداخل المصري، وتخطط لعمليات مماثلة في مصر التي تفتقر لدولة، وأنا شخصيا متخوف من تنفيذ عمليات إرهابية أو تفجيرات في مصر بالتزامن والرئاسيات، ولا أستبعد ذلك، بهدف إخافة الناخبين حتى لا يدلوا بأصواتهم في الانتخابات، وعلى الداخلية التصدي لها. لكن وفي ظل الضعف الشديد والمترهل التي هي عليه، لا أتوقع أنها تستطيع مواجهة هذه العمليات المحتملة بالشكل المطلوب، ذلك أن وزارة الداخلية بها خلل كبير جدا وقياداتها لا تصلح، وإن كانت الداخلية قد حققت إنجازات في الفترة الأخيرة بمساعدة الجيش في التصدي للعمليات الإرهابية في سيناء. وعلى الرغم من جميع الظروف المتاحة لهذه الجماعات الإرهابية لتقوى، إلا أن الجيش المصري وبمساعدة المخابرات سيتصدون لها ولديهم الإرادة والقوة لذلك. وما الحل في اعتقادك لإنهاء هذه الأزمة، حتى لا تتضرر دول الجوار مصر والجزائر وتونس، من تداعيات الحرب الدائرة على الأراضي الليبية؟ الموقف معقد والمسؤول هو حلف شمال الأطلسي “الناتو”، الذي ساعد على سقوط نظام القذافي، رغم أنه كان مستبدا، وأدعو مصر والجزائر وتونس لأن تجتمع بعد الانتهاء من الانتخابات الرئاسية في مصر، وأن تفرض قيادتها السياسية بالجامعة العربية، لأنهم الأقدر على إنقاذ الوضع في ليبيا بمساعدة دولية من الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، وأؤكد أنه لن تستقر الأمور في ليبيا إلا بعد استقرار مصر، المنهكة في محاربة الإرهاب بشبه جزيرة سيناء.