الجيش التونسي يطلب تنسيقا محكما مع نظيره الجزائري لتضييق الخناق على "الجهاديين" علمت "البلاد" من مصادر موثوقة أن قيادة أركان الجيش الوطني الشعبي قررت نشر قيادة 12 كتيبة عسكرية قوامها 5 آلاف جندي تضم قوات خاصة ومشاة ودرك وحرس حدود لمواجهة احتمال تسلل جماعات مسلحة لتنفيذ عمليات إرهابية على الحدود على مقربة من الاستحقاقات التونسية المقبلة (الانتخابات التشريعية مقررة في 26 أكتوبر وتليها رئاسيات في 23 نوفمبر). وجاءت هذه الإجراءات في أعقاب اجتماع أمني رفيع المستوى ترأسه الفريق قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني وقائد أركان الجيش الشعبي الوطني وخصص حسب مصادر "البلاد" لتقييم الوضع الأمني على الحدود مع تونس في ظل احتدام المواجهات بين قوات الأمن التونسية والجماعات الإرهابية الناشطة على مستوى إقليم الولايات الحدودية، واستشعار مخاطره الحقيقية على الحدود الشرقية وفي العمق الجزائري، خاصة أن وزارة الداخلية التونسية قد أكدت أن "تقارير أمنية متخصصة تشير لتحضير جماعة الشعانبي وشبكات الدعم والمساندة الموالية لها لشن اعتداءات وهجمات إرهابية على هيئات حساسة ومراكز أمنية منتشرة على مستوى الشريط الحدودي". وأوضح المصدر إلى أن قيادة الجيش تعتبر الأحداث المتسارعة على الجبهة الحدودية الشرقية خاصة في تونس وليبيا يشكل أولوية خاصة بالنظر لحجم الخطورة التي قد تؤدي لانفجار المنطقة بأكملها. كما أن الاستعداد للتصدي للإرهاب والشبكات الداعمة له يعد ضرورة أمنية ولا تستدعي التأجيل قياسا بأن الإرهاب لا يعترف بالحدود، لذلك وجب علينا اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية الحدود. وذكر مصدر عليم أن القوات البرية والجوية الجزائرية المكلفة بمراقبة الحدود الشرقية قد عززت تنسيقها وتعاونها بطلب من السلطات الأمنية التونسية لتضييق الخناق على التحركات المشبوهة للجماعات السلفية المتشدة وشبكات تهريب الأسلحة التي انتعش نشاطها بفعل الانفلات الأمني الحالي في ليبيا. وتقرر حسب مصادر "البلاد" القيام بعمليات عسكرية متزامنة على الحدود بين البلدين في إطار الاتفاقية الأمنية الثنائية الخاصة بتفعيل مكافحة الإرهاب والتبادل الآني للمعلومات الاستخباراتية بين الأجهزة الأمنية والعسكرية. وتقرر في إطار العمل بمضمون تلك التدابير حسب مصدر عسكري تعزيز إجراءات الأمن عبر الحدود حيث تعمل دوريات راجلة من الجيش والدرك وحرس الحدود في المناطق الجبلية، ودوريات بالسيارات في المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية، وتكثيف للطلعات الجوية عن طريق طائرات الاستطلاع وطائرات دون طيار لمراقبة الحدود وتقفي أثر أية عملية أومحاولة تسلل للجماعات اإرهابية والمطلوبين.