يقول المتحدث السابق بالجيش التونسي، العقيد مختار بن نصر، إن العملية العسكرية المصرية في التراب الليبي هي ردة فعل عل الاعتداء الإرهابي الذي تعرّض له رعايا مصريون، ويؤكد أن العملية تندرج في إطار "معاهدة مع الجيش الليبي". ويبدي العسكري السابق في الجيش التونسي، الكثير من التعاطف حيال العملية العسكرية المصرية ويقول ل"الشروق": "الراجح أن ما تم قد حدث في إطار توافق سياسي عسكري بين القيادتين المصرية والليبية، وهي مندرجة في إطار رد فعل ومساعدة ليبيا في محاربة الإرهاب". ويستبعد المعني "مغامرة" الجيش المصري بتنفيذ عمل بري داخل التراب الليبي، مثلما حصل عام 1964 عندما دفع جمال عبد الناصر بجنوده إلى اليمن. ويذكر بن نصر: "لا أعتقد أن الأمر سيتكرر، والأصح حاليا مساعدة الجيش الليبي لإعادة بنائه عبر تمويله بالسلاح والإمكانات للسيطرة على البلاد". كما حذر محدثنا من مغبة التدخل العسكري الأجنبي في المنطقة، ونبّه: "الأمر لو حصل سيكون كارثيا ولن تخرج القوات الأجنبية من ليبيا، إلا بعد الاستغلال الكامل والتام للثروات الليبية". وفيما تعلق بخطر تنظيم "داعش" على تونسوالجزائر، هوّن المعني من شأن الخطر، وأكد قائلاً: "المجموعة الإرهابية تتحرك في فضاءات محددة يتوفر فيها السلاح وضعف الدولة وعدم وجود جيش نظامي، وهذه الظروف غير متوفرة في تونسوالجزائر... ما أعلمه أن قدرات الجيشين تسمح لهما بالتصدي لأي عمل محتمل، هذا الأمر يعززه التنسيق وتبادل المعلومات بين أجهزة البلدين.. بالمحصلة الوضع تحت السيطرة". من جانبه، أكد اللواء السابق في الجيش المصري، جمال مظلوم، بشأن ردة فعل مصر عما حدث لرعاياها في ليبيا بالقول ل "الشروق": "لقد ذهب مواطنون مصريون في مذبحة شنيعة لا يقرّها الدين ولا الإنسانية، الأمر كان مسألة حياة أو موت ولهذا وجب توقيع العقاب على المجرمين". ويستبعد مظلوم، الذي كان مديرا للحرب الإلكترونية في الحرب العربية الإسرائيلية عام 1973، أن تنفذ مصر تدخلا عسكريا بريا في ليبيا "العمل البري لا أعتقد أنه سيتم، لأن الأمر سيتم عبر قرار أممي ويتبع بتشكيل قوة عربية أو غربية، وفي اعتقادي أن الجيش لن يجازف بعملية كهذه، لأن له مسؤوليات في الجانب الإسرائيلي ومواجهة الإرهاب في سيناء والاستقرار الداخلي". وعن واقع العلاقات المصرية- الجزائرية بعد العملية، خصوصا وأن بعض التحفظ قد أبانته الخارجية الجزائرية من العملية العسكرية المصرية في ليبيا، أوضح اللواء مظلوم: "من الضروري تشكيل تنسيق ثلاثي بين مصر والجزائروتونس لمواجهة أي أخطار ممكنة قادمة من ليبيا، ومع التوتر الذي تعرفه مصر فإن الجزائر ومصر هما الآن في مقدمة الدول الواجب تكاثف جهودها".