أمرت حكومة عبد الله الثني من طبرق قوات الجيش التابعة لها ببدء ما أسمته عملية “تحرير” طرابلس من المجموعات المسلحة، وطالبت المدنيين بالالتحام مع الجيش، وتأتي هذه العملية بعد أسبوع من إطلاق عملية تحرير بنغازي التي لازالت متواصلة مخلفة عشرات القتلى لحد الآن. طلب مؤسس كتيبة “شهداء أبو سليم” في مدينة درنة، سالم درني، اللجوء السياسي من تركيا. وكان هذا الأخير يشغل منصب مسؤول عن ملف “جرحى الثوار” بالسفارة الليبية باسطنبول، بتكليف من المؤتمر الوطني (البرلمان) المنتهية ولايته. وكان الدرني من ضمن مؤسسي كتيبة “شهداء أبو سليم” المتشددة، في أيام التمرد على القذافي في 2011، ثم حلها بعد مقتل الزعيم الليبي، غير أن رفقاءه واصلوا العمل المسلح وأرسلوا حتى المقاتلين إلى سوريا. وتزامن المطلب، الذي وجهه إلى حكومة أنقرة، بعدما سلم ثلاثة عناصر من التنظيم أنفسهم وسلاحهم للجزائر، خوفا على حياتهم، كونهم رفضوا الولاء لزعيم “داعش” أبو بكر البغدادي ومقتل أحد زعماء التنظيم السابق في الأيام الأخيرة. فيما أكد مصدر عسكري ليبي مقتل 40 شخصا من “مجلس شورى ثوار بنغازي”، من بينهم أجانب، خلال اليومين الأخيرين، في المواجهات التي وقعت بين القوى العسكرية التي يقودها الجنرال المتقاعد خليفة حفتر والمليشيات المسلحة المتطرفة في بنغازي. وقال الناطق باسم هيئة أركان الجيش الليبي، أحمد أبو زيد المسماري، إن الجيش حقق “انتصارات عسكرية” ضد “أنصار الشريعة” و” مجلس شورى ثوار بنغازي” في شرق البلاد. وعن جنوبطرابلس، قال إن الاشتباكات خفت قليلا في كلكلة وقد تم اعتقال عادل دعاب، أحد “قيادات الجماعات المسلحة”. وكشف عن تنقل مائة سيارة من مصراتة نحو سبها، في الجنوب، أين تدور معارك عرقية. بينما كشفت مصادر طبية عن مقتل 7 أشخاص وجرح 23 آخرين في اشتباكات وقعت، أمس، بين الطوارڤ والتبو في جنوب ليبيا. وقد فارق معظمهم الحياة في الطريق بين أوباري ومرزوق لعدم وجود مسعفين في المنطقة. وعلى مستوى المساعي السياسية، التقى رئيس الحكومة الليبي، عبد الله الثني، في مالطا، بالسفيرة الأمريكية في ليبيا، ديبورا جونز، التي تتخذ من فاليتا مقرا لها بسبب الوضع الأمني بليبيا. وأعرب، من جانبه، ناصر القدوة، مبعوث الجامعة العربية بليبيا، عن عدم اهتمام المجموعة الدولية بالوضع في ليبيا، واعتبر أن الحل السياسي مازال ممكنا في ليبيا.