تدور معارك عنيفة حول مطار بنينا في بنغازي والقاعدة الجوية المحاذية له، والتي تضم أكبر تجمع للمقاتلين الموالين للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، حيث أخفق مقاتلو مجلس ثوار بنغازي في السيطرة على القاعدة الجوية، رغم حديث عن قرب سقوطها بعد حصارها من ثلاث جهات، وتدخلت الطائرات الموالية لحفتر لقصف قوات مجلس ثوار بنغازي، لكن دون أن يحسم أي طرف معركة المطار في بنغازي. سقط على جبهات القتال 20 قتيلا و45 جريحا على الأقل، 11 منهم من رجال حفتر الذين نقلوا إلى مستشفى المرج شرقي بنغازي، بينما قال مصدر عسكري بالقوات الخاصة “الصاعقة” لوكالة أنباء الشرق الأوسط، المصرية، إن 11 جنديا من القوات التابعة لهم لقوا مصرعهم وأصيب آخرون لم يتم حصرهم حتى الآن، جراء صد هجوم قام به مجلس شورى ثوار بنغازي الذين حاولوا الالتفاف على قواتهم منذ صباح أول أمس. من جهته، أكد مسؤول الإعلام بمجلس شوري ثوار بنغازي، عبد الرحمن محمد، أن القوات التابعة للمجلس متمركزة بمنطقة بنينا السكنية. موضحاً أن القوات التابعة لمجلس شورى الثوار تمركزت في بنينا بعد معارك مع قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، أسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين. وأضاف مسؤول الإعلام بمجلس شوري ثوار بنغازي أن المعارك أسفرت عن قتيلين و5 جرحى في صفوفهم، لافتا إلى أن الاشتباكات مازالت قائمة بكافة أنواع الأسلحة بطريقة متقطعة. وقال قائد السلاح الجوي في قوات حفتر، العميد صقر الجروشي، إن قاعدة بنينا ما زالت تحت سيطرتهم، وأن مسلحي “مجلس ثوار بنغازي” على بعد عدة كيلومترات من القاعدة. وأضاف في تصريحات مماثلة أن مسلحي مجلس ثوار بنغازي وأنصار الشريعة يحصلون على دعم من عدة مدن ليبية أخرى، على رأسها درنة ومصراتة وسرت، تصل بنغازي عن طريق البحر، موضحا أن الجيش الوطني الليبي أغرق عدة مراكب تقل أسلحة وعتادا لهم. وأضاف أن القتال بعيد عن مدينة بنغازي، ولا يؤثر على حياة الليبيين العادية بها، بينما يتركز العنف في منطقة بنينا التي يوجد بها مطار عسكري وآخر مدني. وفي طرابلس تحشد قوات فجر ليبيا قواتها لاقتحام مدينة ورشفانة المحسوبة على نظام القذافي السابق، والتي ساندت كتائب الزنتان في معركة طرابلس، وقرر قادة فجر ليبيا إرسال كتائب من ثوار الزاوية وصبراتة وصرمان وزوارة وجنزور للهجوم على ورشفانة من الشمال الغربي، أما المحور الجنوبي فيقوده ثوار غريان ونالوت ويفرن وكاباو وجادو، والمحور الشرقي تتولاه كتائب مصراتة. سياسيا، استبعد مبعوث رئيس الوزراء البريطاني إلى ليبيا، جوناثان باول، أمس، “التدخل العسكري الدولي”. وقال باول خلال مؤتمر صحفي، عقده أمس بمقر مجلس النواب الليبي في مدينة طبرق، إن “التدخل العسكري الدولي في ليبيا غير مطروح”، مؤكدا أن بريطانيا “تعترف بشرعية مجلس النواب الليبي، وتندد بالعنف الدائر”، لكنه دعا إلى “وجوب التوصل إلى حوار وطني شامل لحل الأزمة في ليبيا”. من جهة أخرى، عرض رئيس حكومة الإنقاذ الوطني في طرابلس، عمر الحاسي، تشكيلة حكومته على المؤتمر الوطني الليبي المنتهية ولايته قصد الحصول على الثقة، بعد يوم من إعادة تكليف مجلس النواب في طبرق، عبد الله الثني، بتشكيل حكومة مؤقتة. جدير بالذكر أن ليبيا تعيش انقساما سياسيا وأمنيا حادا، حيث يوجد بها برلمانان وحكومتان في كل من طبرق شرقا وطرابلس غربا، وتوالي حكومة الثني للجنرال المتقاعد خليفة حفتر، بينما تحسب حكومة الحاسي على قادة عملية فجر ليبيا.