انطلق التحضير ل”ملحمة الجزائر” التي يشرف عليها الديوان الوطني للثقافة والإعلام عن عمل كتبه الشاعر الجزائري الكبير الراحل عمر البرناوي، في ظرف زمني قياسي لم يتجاوز حدود العشرين يوما، حيث تقرر تقديم العرض الذي تصفه وزارة المجاهدين ب”الضخم”، عبر التقنية الصوتية ”البلاي باك”. كما أوضح المخرج عمر فطموش الذي استلم إدارة العمل بعد مغادرة المخرج العراقي جواد الأسدي الذي أشرف على ترتيبات الأيام العشرة الأولى من التحضير، بأن تقنية ”البلاي باك” هي الأنسب لإنجاز هذا العمل الذي سيعرض أمام حوالي ألف متفرج. تقربت ”الخبر” من كواليس التحضير للعمل بالقاعة البيضوية، حيث بدا إيقاع العمل سريعا جدا، يتحدى عامل ضيق الوقت، وهو ما لا يخفيه المخرج عمر فطموش الذي قال في تصريح ل«الخبر”: ”إن إنجاز مثل هذا العرض يتطلب ما لا يقل عن 200 ساعة من العمل المتواصل والتحضيرات لمدة عشرة أشهر، غير أن الإجراءات الإدارية وضعت طاقم ”ملحمة الجزائر”، فيما يشبه عملية ”استنساخ” لعمل قدمته الجزائر سابقا سنة 1994، فقد تم تطوير الموضوع والمحتوى ليشمل أربعة وعشرين قرنا من تاريخ الجزائر، عبر الاستعانة بأشعار أبرز الشعراء الجزائريين كمفدي زكريا، سليمان جوادي، بلقاسم خمار وعز الدين ميهوبي والشاعر إبراهيم صديقي، فيما تعود الألحان إلى الشاعر الجزائري الراحل محمد بوليفة. المخرج عمر فطموش ل”الخبر”: ”أستطيع التوفيق بين إدارة مهرجان بجاية وملحمة الجزائر” نظرا لتزامن عرض العمل مع موعد انطلاق المهرجان الدولي للمسرح المحترف ببجاية، الذي يشرف عليه المخرج عمر فطموش، قال مخرج ”ملحمة الجزائر” ومحافظ المهرجان الدولي للمسرح المحترف ببجاية، إن المهرجان يتمتع بترسانة كبيرة من الشباب الذين يشرفون على إدارة المهرجان بالتنسيق مع المحافظ، كما أشار إلى أنه يتابع كل ما يدور في مهرجان بجاية وسيكون حاضرا في افتتاح المهرجان، رغم تزامنه مع عرض ”ملحمة الجزائر” في الجزائر العاصمة. وفي سؤال ”الخبر” للمخرج عمر فطموش عن سبب قبوله إدارة العرض، بعد مغادرة المخرج العراقي جواد الأسدي، قال إنه لا علاقة بالعمل الذي يشرف عليه بالخطوط العريضة التي رسمها المخرج جواد الأسدي، فهو ”عمل جديد” يختلف تماما عن رؤية الأسدي، واصفا قبوله العمل ب«القضية الوطنية التي لا يمكن لأي جزائري أن يرفضها”. لكن بالمقابل، لم يقدم المخرج عمر فطموش تبريرات فنية شافية لسبب استخدام تقنية ”البلاي باك”، مكتفيا بالقول إن ”ملحمة الجزائر” هي عرض مسرحي موسيقي، من خلال الكاليغرافيا التي تجعل من العمل المسرحي بتقنية ”البلاي باك” الأنسب لهذا العرض تحديدا.