تحول صباح أمس شارع العربي التبسي بوسط مدينة باتنة، إلى ميدان لاستعراض العضلات والرشق بالحجارة واستعمال العصي والهراوات، بين أطراف تؤيد تعيين البرلماني ناصير لطرش محافظا للأفالان بمنطقة باتنة، ومعارضين لهذا التعيين أغلبهم من جماعة المحافظ السابق البرلماني جيلاني عمار. جرت الأمور قبيل عملية تنصيب المحافظ الجديد التي أشرف عليها عضو المكتب السياسي المكلف بالتنظيم مصطفى معزوزي. وقد تسببت هذه الأحداث بين مناضلي الحزب في إصابة ما يقارب 10 أشخاص، من بينهم 3 محامين، بجروح مختلفة بعد سقوط حجارات طائشة عليهم. كما تسببت في تكسير زجاج سيارات موظفين بمحكمة باتنة المحاذية للمركز الثقافي والإعلامي لحزب جبهة التحرير الوطني، المكان الذي تمت فيه عملية التنصيب، وسارع مواطنون بالهرب في كل الاتجاهات خوفا من إصابتهم أو تعرضهم لمكروه من طرف مجموعات كانت تتقاذف بالحجارة من كل الزوايا لمدة قاربت نصف الساعة، قبل وصول تعزيزات أمنية مكثفة طوقت المكان وأشرفت على عملية التنصيب إلى غاية نهايتها. وطالب عدد من المناضلين من مناطق تيمڤاد، أولاد فاضل، عين التوتة، أولاد عوف، بالتمثيل على مستوى المكتب الانتقالي المعين حديثا، وهو الانشغال الذي يكون المحافظ الجديد المعين ناصير لطرش قد وعد بإعادة النظر فيه، مع إعطاء الأولوية حسبه للإطارات الشابة، وهو ما سانده فيه رئيس بلدية باتنة الذي استنكر ما حدث أمس، موضحا ل “الخبر” أنه لا يحبذ تماما مثل هذه التصرفات، لأن الجميع مناضلون، وقرار التعيين هو قرار صادر من الأمين العام للحزب لا يجب مناقشته. وبمدينة آريس سجلت مناوشات كلامية بين عدد من المناضلين والمنتمين للحزب، أين نُصب المكلف بالتنظيم محافظا جديدا وهو المجاهد بلقاسم منصوري، حيث طالب المحتجون بإعادة النظر في هذا التعيين. من جهة أخرى، لم يتمكن موفد قيادة الحزب عساس رشيد إلى محافظة سوق أهراس يوم الجمعة الماضي، من الاستماع لانشغالات المناضلين داخل قاعة الاجتماعات بمقر المحافظة، حيث واجه منذ الوهلة الأولى وعند مدخل المحافظة وابلا من الانتقادات اللاذعة ضد المحافظ محمد مساعدية تطالب برحيله ومحاسبته، كما توعد أحد أقدم المناضلين علي بولعراس بغلق مقر المحافظة في حالة عدم استجابة الأمين العام للحزب عمار سعداني لرغبة القاعدة في تنحيته. ودفعت الأجواء المتشنجة للمناضلين وأعضاء مكاتب المحافظة والقسمات بعضو المكتب السياسي، إلى اكتفائه باستقبال ممثلي كل قسمة على حدة تفاديا لمواجهة المناضلين الذين خاب أملهم في عقد جلسة معه، لتسليمه تقارير تكشف وضعية الأفالان منذ تنصيب المحافظ المذكور قبل حوالي 8 سنوات. وحسبما علمناه من بعض أعضاء مكتب المحافظة وقسمة سوق أهراس، فقد تم تدوين الملاحظات التي طرحها هؤلاء على مبعوث سعداني. ومن جهة أخرى، رفض عضو اللجنة المركزية للأفالان الربيع جلايلية حضور المحافظ برفقة موفد سعداني في نفس المكتب، ما دفع هذا الأخير إلى مغادرة مقر المحافظة وسط هتافات مسيئة.