اعتبرت حركة مجتمع السلم المبادرة المعروضة عليها من قبل قيادة الأفافاس، في اللقاء الذي جمعهما، أمس، بأنها "لم تأت بأي جديد"، ودعت مسؤولي الأفافاس ليوجهوا مجهودهم "للسلطة الحاكمة، لأنها هي الجهة التي ترفض التوافق الحقيقي والتعاطي الايجابي مع مبادرات المعارضة". أعلنت قيادة حركة مجتمع السلم، أمس، أنها استقبلت وفدا قياديا من جبهة القوى الاشتراكية بطلب من هذه الأخيرة لعرض مبادرتها السياسية. وقالت حركة عبد الرزاق مقري، في بيان لها نشر على موقعها الإلكتروني، إن اللقاء بين قياديي حمس والأفافاس "قد اتسم بكثير من الأريحية والتواد". وسجلت حركة "حمس" أن هناك تقاربا بينها وبين جبهة القوى الاشتراكية في وجهات النظر بخصوص توصيف الوضع العام المقلق في الجزائر من النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وفي المحيط الإقليمي والدولي، لكن بخصوص القضية موضوع الزيارة، فكان ردّ حركة مقري بغير ما تشتهيه رياح سفينة محمد نبو، السكرتير الأول للأفافاس. وضمن هذا السياق، أكدت حركة مجتمع السلم في ردها على مبادرة الإجماع الوطني للأفافاس بأنها "لم تأت بجديد يضاف لمجهودات المعارضة في تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي وهيئة التشاور والمتابعة"، وهي ضربة موجعة مباشرة من أكبر حزب إسلامي للأفافاس وهو في بداية مشاوراته التي أطلقها منذ ثلاثة أيام التقى فيها قيادتي الأفالان والأرندي وعلي بن فليس كشخصية وطنية. وأفاد بيان قيادة "حمس"، الموقع من قبل رئيسها عبد الرزاق مقري، أنها "أكدت للوفد الزائر بأنها متمسكة بمكسب وحدة المعارضة ومواصلة نضالها ضمن هيئاتها المؤسسة بشكل جماعي وتوافقي"، في إشارة ضمنية إلى أن مبادرة الأفافاس تحمل بذور تشتيت لصفوف المعارضة، بحيث أشارت حركة "حمس"، في هذا الصدد، بأن "المشكلة ليست في الطبقة السياسية المعارضة التي بلغت مستوى كبيرا من التطور والاستعداد لخدمة البلد من خلال الأرضية التي توافقت عليها في ندوة زرالدة"، داعية من أسمتهم ب«الزملاء في جبهة القوى الاشتراكية"، أن "مجهودهم يجب أن يتوجه للسلطة الحاكمة، من حيث إنها هي الجهة التي لا تزال ترفض التوافق الحقيقي والتعاطي الإيجابي مع مبادرات المعارضة"، وهو ما يفهم منه أن حركة مجتمع السلم ليست مقتنعة بما يطرحه الأفافاس ومتمسكة بأرضية الانتقال الديمقراطي. ولم تتسرب أي معلومات من اللقاء المبرمج في اليوم نفسه، بين قيادة الأفافاس ورئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش الذي يعدّ من أقرب المقربين إلى طروحات الحزب وجمعت بينهما كثير من مواقف التنسيق والمشاورة، ومن بينها ضرورة إشراك النظام في عملية التغيير.