اتهمت الحكومة المغربية الجزائر بالوقوف وراء عملية شبيهة ب«ويكيليكس” تعرضت لها وزارة الخارجية، تتعلق بتسريب وثائق دبلوماسية مغربية سرية، بعضها مرتبط بالنزاع الصحراوي. ووضعت الرباط القضية في إطار “إنفاق الجزائر مبالغ خيالية منذ 40 سنة، لتحطيم الدبلوماسية المغربية”، وأعلنت رفع شكوى لدى الأممالمتحدة ضد الجزائر. وجاءت التهمة على لسان الوزيرة المنتدبة لدى وزير الخارجية، امباركة بوعيدة، التي قالت، أول أمس، أثناء المشاركة في فضاء يناقش قضايا اقتصادية محلية، إن قرصنة الشبكة المعلوماتية لوزارة الخارجية المغربية “من تنفيذ موالين لجبهة البوليزاريو وبدعم من الجزائر، وتهدف إلى وضع العصا في عجلات الدبلوماسية المغربية وضرب النجاحات التي سجلتها المملكة في مجال الدفاع عن وحدتها الترابية”. وسرَب الموقع المشهور “كريس كولمان 24”، عبر حسابه ب«تويتر”، منذ مارس الماضي، العشرات من الوثائق السرية للدبلوماسية المغربية، يتعلق معظمها بقضية الصحراء الغربية والفساد في المؤسسات والإدارات الحكومية. وتمتد تواريخ الملفات من 2011 إلى 2014. وتشبه طريقة التسريب النشاط الذي قام به، في وقت سابق، ويليام أسانج، بواسطة موقعه “ويكيليكس”. وهدَد “كريس كولمان 24”، في آخر تغريدة بالكشف عن المزيد من الفضائح. ولم ترد الحكومة المغربية على الوثائق المسربة طيلة الأشهر الماضية. ونقلت صحف مغربية صادرة أمس، عن بوعيدة، أن “الحرب الإلكترونية التي يخوضها موالون للبوليزاريو برعاية الجزائر، بدأت منذ مارس الماضي ولا تستهدف إلا القطاع الحكومي المكلف بالشؤون الخارجية والتعاون”. ومن أهم ما سربه الموقع، مراسلات حول الصحراء الغربية مختومة بطابع “سري جدا” جرت بين وزارة الخارجية والبعثة المغربية لدى الأممالمتحدة. وأفادت الوزيرة المغربية بأن الوثائق المسربة خضعت للتحوير والتغيير، من دون إعطاء تفاصيل. وذكرت بوعيدة أن “الخداع الجزائري غير مجد ولن يكون له أي تأثير على توازن الدبلوماسية المغربية”. وأعلنت عن تقديم شكوى للأمم المتحدة ضد الجزائر. وأضافت: “تواصل الجارة الشرقية حربها الباردة ضد المغرب الذي لم يجد محاورا حقيقيا داخل النظام الجزائري الغامض”. وربطت الوزيرة تسريب الوثائق ب«الحملات الهستيرية ضد المغرب التي تزداد تصعيدا كلما حل موعد يتعلق بطرح قضية الصحراء الغربية بالأممالمتحدة”. وتابعت: “إن حل مشكلة الحدود لا يمكن أن يخضع لأجندة أحادية الجانب، والإستراتيجية التي يتبناها النظام العسكري السياسي في الجزائر لن تنقذه من حافة الانهيار”. ولم تقدم عضو حكومة الإسلامي عبد الإله بن كيران ما يؤكد صحة اتهامها الجزائر، فيما لم يصدر عن الخارجية الجزائرية أي رد فعل على هذه الاتهامات. وكان موقع “كريس كولمان” قد أكد أن هدفه من نشر الوثائق السرية هو “إضعاف المغرب وضرب الدبلوماسية المغربية”، مشيرا إلى أنه يستهدف بشكل مباشر وزير الخارجية، صلاح الدين مزوار، والوزيرة المنتدبة، امباركة بوعيدة، وقال: “يجب أن يكون هناك تعديل وزاري للقائمين على دبلوماسية المغرب خلال الأيام القادمة”. ومن أخطر ما نشره الموقع، حديثه عن وثائق تثبت شراء المخابرات المغربية أقلام صحافيين فرنسيين وأمريكيين لكتابة مقالات في مصلحة المغرب ومقاربته للنزاع في الصحراء الغربية”. وتأتي الاتهامات المغربية بعد حوالي 20 يوما من حادثة إطلاق النار بالحدود، ومن شأنها أن تعمَق الأزمة بين البلدين وتضع العلاقات بينهما في نفق مظلم.