بعد يومين عاشتهما في هستيريا تامة في مصحة نفسية تحت إشراف قضائي بعد توقيفها من طرف عناصر الدرك، نطقت، أمس، قاتلة طفليها أمام الضبطية القضائية، مصرحة بأقوالها حول ظروف وملابسات وقائع الجريمة التي ارتكبتها في حق ثلاثة من فلذات كبدها الأربعاء الماضي في بيتها الكائن بالحي العتيق ببلدية كوينين في الوادي. حسب مصادر من المحققين القضائيين، فإن الجانية بالغة من العمر 32 سنة، متزوجة من سائق شاحنة وأم لسبعة أولاد. وقد كانت الجانية تعاني منذ ثلاثة أشهر من اضطراب نفسي وعصبي اضطرت معه للذهاب للرقاة عدة مرات، بما فيها يوم ارتكابها للجريمة. وذكرت الجانية للمحققين بأنها توجهت منذ نحو ثلاثة أشهر إلى طبيب عام للعلاج، ولكن هذا الأخير نصحها بزيارة طبيب الأمراض العصبية، لكون حالتها تتطلب علاجا خاصا، لكنها لم تفعل وظلت كما هي تعيش الاضطراب والمعاناة النفسية والعصبية إلى غاية يوم وقوع الجريمة. وروت المصادر ذاتها أن الجانية ذكرت في أقوالها بأنها كانت تلقى المساعدة من الأقارب في تسيير شؤون البيت بسبب مرضها، لكن قبل أيام من الجريمة تخلى عنها هؤلاء فأهملت شؤون بيتها وأطفالها، ما جعلها هدفا للعتاب واللوم، الأمر الذي جعلها أكثر غضبا وبغضا لهم. وكانت البداية بالطفلة مروى ذات 4 سنوات والتي طلبت من أمها الذهاب لفتح باب المنزل عندما سمعت طرقا على الباب، ولكن الأم لم تسمح لها. وأمام إصرار الطفلة على الرغبة في فتح الباب حلت بالأم النوبة العصبية، فقامت وأخذت الطفلة وغطستها بالقوة حتى الموت في خزان ماء ممتلئ بسعة 150 لتر، ثم عادت الجانية إلى فراشها للنوم وكأن شيئا لم يكن. وأضافت المصادر بأنه بعد برهة، استيقظ رضيعها عبد الرحمن ذو 9 أشهر يريد الحليب بسبب الجوع. وأمام بكائه الشديد، سخطت عليه وعاودتها النوبة العصبية فحملته ورمته في خزان الماء ليلحق بشقيقته ويفارق الحياة. وبعد نحو ساعتين، عادت إحدى بناتها من الروضة وعمرها 5 سنوات وطلبت بعض الأكل، فثارت ثائرة الأم التي كانت في نوبة نفسية وعصبية شديدة، فأخذت سكين المطبخ وأصابت به الطفلة عدة إصابات في الصدر والذراع. وهنا انتبهت الأم لنوبتها وتفطنت للجريمة فذهبت إلى جارها وأبلغته بأنها أصابت ابنتها بالسكين ثم واصلت طريقها نحو فرقة الدرك الوطني ببلدية كوينين، حيث أبلغتهم كذلك بالجريمة في حق فلذات كبدها. وقد تنقلت مصالح الدرك إلى عين المكان واستخرجت جثتي الضحيتين من خزان الماء، ليتم نقلهما مباشرة إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى المركزي في الوادي، بينما نجت الطفلة الأخرى التي أصيبت بالسكين لكون الجروح كانت خفيفة.