اهتزت مدينة الجلفة، ليلة أول أمس، على وقع جريمة قتل راحت ضحيتها أم على يد فلذة كبدها بحي ''100 دار'' شرق المدينة، هذا الأخير تقدّم بكل برودة دم إلى مقر الأمن بعد تنفيذ فعلته ليسلّم نفسه وهو في حالة نفسية صعبة. لم تكن السيدة ''ح.خ'' ذات السبعة والخمسين عاما تعلم أن نهاية حياتها ستكون على يد فلذة كبدها ''ح.ع'' البالغ من العمر 22 سنة، الذي لطالما خصّته بعنايتها كونه يعاني من نوبات نفسية، وكان يخضع لعلاج دوري ولفترات طويلة مع أطباء مختصين في الأمراض العصبية. لهذا كان يحظى بمعاملة خاصة من والدته التي كانت تخصه بدلالها دونا عن باقي إخوته. وقائع الجريمة التي هزت الشارع الجلفاوي جرت وقائعها، ليلة أول أمس، في البيت العائلي للجاني والضحية، حين عاد ''ح.ع'' مساء من عمله كحلاق بمحل على مستوى الشارع الرئيسي وسط المدينة. ولدى ولوجه المنزل، كانت والدته لوحدها بعد خروج ابنها البكر، فاجأته نوبته العصبية، وحاولت الضحية تهدئة ابنها الذي عانى سابقا من نوبات عصبية مشابهة، لكن لسوء حظها قدرها لم يمهلها حيث كان السكين بالقرب منه، فامتدت يده إليه ووجّه عدة طعنات لمن جاءت به إلى الدنيا فأرداها قتيلة غارقة في دمها. لحظات فقط بعد إقدامه على فعلته، وزالت آثار النوبة العصبية اكتشف القاتل ما اقترفت يداه في حق أقرب الناس إليه، فلم يجد غير تسليم نفسه، فاتجه إلى أقرب مركز للشرطة بحي ''100 دار''، وهناك قام بتبليغ رجال الشرطة الذين تنقلوا إلى مسرح الجريمة بعد أن تحفظوا على الجاني، فيما تم حفظ جثة الضحية لاستكمال باقي الإجراءات. ويؤكد كل من يعرف الجاني من زبائن المحل وأبناء الحي بأنه يبدو شخصا طبيعيا، لكنه كان دائما يميل إلى العزلة، بينما ذكر المقربون منه أن نوباته العصبية لم تكن تتجاوز تكسير كل شيء يكون في طريقه دون أذية الآخرين.