أعلنت الشرطة أيضًا عزمها إزالة الحواجز الإسمنتية التي وضعتها عند مداخل بلدة العيسوية والثلة الفرنسية في شمال القدسالمحتلة، وبحسب ما نقلته الإذاعة العبرية، فإنه سيسمح للجميع بدخول الأقصى. ورغم فتح أبواب المسجد الأقصى ورفع الحصار عنه إلا أنّ قوات الاحتلال المعززة بحرس الحدود تنتشر بشكل مكثف في مدينة القدس وأزقة وحارات البلدة القديمة وأبواب المسجد الأقصى. ودعا الحراك الشبابي في القدس لإغلاق جميع المساجد بالمدينة، والتوجه لأداء صلاة الجمعة في باحات المسجد الأقصى كأسلوب تحدي لحكومة الاحتلال. ويأتي هذا الإعلان عقب عقد اجتماع ثلاثي في العاصمة الأردنية عمان، أول أمس، جمع بين الملك عبد الله الثاني ورئيس وزارة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري لبحث سبل التهدئة في مدينة القدس، والذي تقرر فيها رفع القيود العمرية عن دخول المصلين إلى المسجد الأقصى. وقالت وكالة الأنباء الأردنية بترا: “إنه جرى خلال الاجتماع بحث سبل إعادة الهدوء وإزالة أجواء التوتر في القدس، إضافة إلى تهيئة الظروف الملائمة لإحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”. وقال وزير الخارجية الأمريكي كيري إن: “الجانب الفلسطيني تعهد أيضا ببذل كل جهد مستطاع لوقف أعمال العنف وتحسين الأوضاع”، علما بأن كيري قد التقى في عمان أيضا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورفض الإفصاح عن ماهية الإجراءات التي اتفق على اتخاذها، مشيرا مع ذلك إلى أن الأوضاع ستتحسن في غضون أيام معدودة إذا تقيدت جميع الأطراف بتعهداتها. وشهد المسجد الأقصى توتراً شديداً في الشهرين الماضيين، ومنع الصلاة فيه وسط اقتحامات المستوطنين والسياح ومحاولات فرض التقسيم الزماني على المسجد. واندلعت مواجهات عنيفة ظهر أمس الجمعة عند حاجزي “قلنديا” و”حزما” العسكريين بين الضفة الغربية ومدينة القدسالمحتلة، وفي مدينتي بيت لحم والخليل جنوبي الضفة بين مئات المواطنين وقوات الاحتلال عقب مسيرات خرجت نصرة للمسجد الأقصى. وأفاد شهود عيان ل”الخبر” أن قوات الاحتلال قمعت المسيرة التي اتجهت نحو الحاجز بإطلاق وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة العشرات منهم بحالات اختناق. وحسب مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني بالخليل أكّدت ل”الخبر” أنّ 6 شبّان أصيبوا بالرصاص الحيّ في المواجهات، فيما أصيب 15 آخرون بالرصاص المطاطي، والعشرات بحالات اختناق. وتمكنت الطواقم الطبية من السيطرة على إحدى الإصابات الخطرة في المدينة، بعد اختراق عيار ناري لمصاب في منطقة الفخذ، ووصفت حالته بالمستقرة. وعززت قوات الاحتلال من تواجدها في محيط الحاجز ونشرت عشرات الجنود على طول الجدار الفاصل وانتشار القناصة والوحدات الخاصة لقمع المظاهرات. واندلعت مواجهات متفرقة بمدن الضفة الغربية بين عدد من المواطنين وقوّات الاحتلال بعد رشق الشبان لجنود الاحتلال بالحجارة في إطار الفعاليات التضامنية مع المدينة المقدسة.