رغم أن هذه الوقفات جاءت بتعليمات وبطلب من الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، للمحافظين في مختلف الولايات، غير أنها لم تستقطب حضورا ملفتا لمناضلي الحزب العتيد، لأسباب تعود للأزمة التي يعرفها الأفالان. اجتمع، صباح أمس، حوالي 70مناضلا من حزب جبهة التحرير الوطني بقسنطينة، أمام مقر المحافظة الكائن بشارع الاستقلال، تضامنا مع الأمين العام، عمار سعداني، مؤكدين على مبدأ احترام الشرعية الدستورية لرئيس الجمهورية. وندد المناضلون في محافظتي قسنطينة شرق وغرب، من خلال بيان، استلمت “الخبر” نسخة منه، ب”التصرفات البهلوانية”، حسبهم، والتصريحات العشوائية التي لا تمت بأي صلة لأعراف الأفالان الصادرة من طرف بلعياط، مستنكرين تكلمه باسم الحزب وقواعده، متسائلين عن موقع هذا الأخير منذ 8 أشهر وماذا فعل على رأس هيئة التنسيق. كما نددوا بأولئك الذين يرفعون شعار “لن نقبل بغير أنفسنا بديلا”، رافضين أي ضرب أو تشتيت لصفوف الحزب، مرددين شعار “يا ناطح الجبل ما مصيرك”؟. وجاء في بيان المطالبة ذاته من جميع الهيئات وهياكل الحزب، اتخاذ التدابير القانونية المنصوص عليها في القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، وتحمل مسؤولياتها محليا ووطنيا ضمانا لحمايته وسمعته. ورفض، أمس، أغلب المناضلين بمحافظة سوق أهراس المشاركة في الوقفة الاحتجاجية لدعم الأمين العام للأفالان، عمار سعداني، حيث لم يتجاوز عدد الحضور 15 مناضلا أغلبهم من قسمة أولاد مومن الحدودية، استمعوا إلى كلمة المحافظ مساعدية حول ضرورة الوقوف، إلى جانب سعداني ضد من اعتبرهم “شرذمة”. وبالموازاة مع ذلك، نشر أعضاء مكتب المحافظة بيانا يشدد على تمسك المناضلين عبر 26 قسمة بمطلبهم في تنحية المحافظ، كأولوية، متسائلين عن “كيفية الالتفاف حول الأمين العام من منطلق محافظ غير مرغوب فيه من طرف القاعدة النضالية، فنجاح الوقفة تعني قبوله بطريقة أو بأخرى”. كما أضاف البيان الموقع من طرف 6 أعضاء من مكتب المحافظة، أن مساندة الأمين العام ضد خصومه في المعارضة، لم يحضر لها “وفق الأطر التنظيمية للحزب من جهة، وكون المحافظ يأتمر بأوامر عضو المكتب السياسي السابق رشيد حراوبية”، من جهة أخرى. وسجل البيان أنه “رغم امتعاض قواعد الحزب بسوق أهراس من الموقف السلبي لقيادة الحزب تجاه مطالبهم بتنحية المحافظ، إلا أنهم لا يتوانون عن دعم الأمين العام في القرارات الصائبة التي تخدم مصلحة الحزب ومناضليه”. كما خرج، صباح أمس، ما بين 100 و120 مناضل من الأفالان إلى الشارع في وقفة ندد فيما المشاركون بما وصفوه ب”البلطجية” التي أصبحت تميز تصرفات أنصار بلخادم، حيث نال بلعياط النصيب الأكبر من التنديد، والذي اتهم صراحة من طرف السيد مومني زناقي، أحد أعضاء محافظة بشار، بأنه يمثل واجهة للجهات التي تعمل ضد رئيس الجمهورية، حيث اعتبر مومني بأن الرجل مدفوع من قطب التغيير لتعكير أجواء الحزب وتوجهاته المساندة لرئيس الجمهورية. وحملت الوقفة رسالة تحد لقطب التغيير الذي طالب بانتخابات رئاسية مسبقة، حيث اعتبر المشاركون أن مبدأ احترام الشرعية الدستورية لرئيس الجمهورية خط أحمر لا يمكن مناقشته. كما أشرف، صبيحة أمس، محافظ الأفالان بتبسة، السبتي الوافي، على تجمع لكوادر الحزب من المنتخبين محليين ووطنين وأمناء القسمات، أطلق فيه تحديا لجماعة بلعياط للنزول إلى القاعدة النضالية إن كانت لديهم مصداقية. ووجه النائب البرلماني ومحافظ تبسة انتقادا لاذعا لجماعة بلعياط بقوله: “إن كان لديكم مناضل واحد في القاعدة فانزلوا إلى الميدان”. وقال إنه “لو أعيدت نفس الحركة الاحتجاجية أمام مقر مركزية الحزب سنحرك جحافل من المناضلين الأوفياء من أجل كشف محدودية امتداد هؤلاء في القاعدة المحلية للحزب”. وقد تلي بيان لمساندة شرعية المكتب السياسي والأمين العام، عمار سعداني، للوقوف صفا واحد من أجل دعم الحزب وتوسيع نشاطه.