صرح منسق حركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد الكريم عبادة، أن الموقعين لصالح عقد دورة جديدة للجنة المركزية لتنحية عمار سعداني بلغ عددهم 257 من أعضاء هذه الهيئة. وقد أودع منسق المكتب السياسي الأسبق عبد الرحمان بلعياط طلب تنظيم الدورة لدى وزارة الداخلية أمس، دون تحديد تاريخ أو مكان الاجتماع. وبخصوص التجاذبات الحاصلة في صفوف معارضي سعداني، أكد عبادة ل”الخبر” أن أغلبية أعضاء اللجنة المركزية يوافقون على فكرة إنشاء قيادة جماعية مؤقتة. وبرر عبادة هذا الخيار بكون “الحزب اليوم منقسم بين عدة أطراف ولا يمكن أن يحصل أي مترشح على الإجماع، وبالتالي فإن القيادة الجماعية هي التي تمنح الفرصة بتمثيل الجميع”. وعن الأمين العام المقال عبد العزيز بلخادم الذي يسعى للعودة إلى قيادة الأفالان، يقول عبادة “بلخادم سيعين ممثلين عن جماعته في القيادة الجماعية”. وموازاة مع تطورات اجتماع اللجنة المركزية، عادت الصراعات من جديد إلى محافظات الأفالان في عدة ولايات، منها محافظة بشار التي أقدم فيها عمار سعداني على تنحية المحافظة مليكة فضيل، الأمر الذي ندد به أعضاء مكتب المحافظة في بيان أمس وقعه أيضا أمناء قسمات ومنتخبو المجلس الشعبي الولائي والمجالس البلدية. كما ندد أعضاء من مكتب محافظة برج بوعريريج بما وصفوه ب”الانتهاكات الخطيرة للنظام الداخلي والقانون الأساسي من طرف الأمين العام الذي عين أمين محافظة غير منتخب...”. وفي قسنطينة، أغلق نهار أمس، منتخبو ومناضلو الأفالان مقر المحافظة، مانعين تنصيب المحافظ الجديد، حيث هدد المنتخبون بالاستقالة الجماعية من المجالس الشعبية البلدية وحتى المجلس الشعبي الولائي في حال إصرار الأمين العام على تنحية المحافظ وتعيين لجنة مؤقتة للتسيير. كما ذكرت مصادر أفالانية أن مسعود شيهوب، الذي عينه الأمين العام عمار سعداني كمحافظ للحزب في قسنطينة، اعتذر وطلب إعفاءه بسبب تعفن الوضع، ليتم تنصيب المحافظ الأسبق، بمقر القسمة الأولى. كما تم تكليف البرلماني أحمد خرشي بتسيير القضايا الإدارية والنظامية والسياسية والقضائية لمحافظة قسنطينة غرب مؤقتا، وهو ما يؤكد قرار سعداني خلق محافظتين للأفالان لتكسير سيطرة أي محافظ على الحزب في الولاية، حيث ستتكفل المحافظة الجديدة بتسيير شؤون الأفالان في بلدية الخروب والمناطق القريبة منها إضافة إلى المدينة الجديدة علي منجلي. كما كشفت مصادرنا أن العديد من الإطارات تعمل حاليا على تنسيق الجهود مع مختلف الولايات الشرقية التي قرر بشأنها سعداني تنحية محافظيها، بحجة أنهم من أتباع بن فليس، كمحافظي بسكرة، باتنة، سوق أهراس، برج بوعريريج، عنابة وغيرها من أجل تشكيل نواة مواجهة، على اعتبار أن هذه القرارات تضر بالحزب أكثر مما تنفعه، وستدفع بالتشكيلة السياسية الأولى للبلاد إلى الانسداد والانفجار قبل شهرين ونصف من الرئاسيات. وفي المقابل عادت الحياة مجددا إلى محافظة الأفالان بأم البواقي، بعد غلقها لأكثر من 5 أشهر، على خلفية الانشقاق الذي ظهر بين كتلة النواب حول المحافظ السابق وعضو المكتب السياسي الحالي عساس رشيد. وتم أمس تعيين محافظ جديد وهو رئيس بلدية عين الزيتون معوش كباش المحسوب على جناح عساس.