كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، عن انطلاق ترتيبات ترحيل نازحي النيجر في الجزائر، بعد تقدم وزير داخلية النيجر بطلب رسمي لمساعدة بلاده على إعادة مواطنيها، حيث شُرع في تجهيز شاليات بولاية تمنراست لاستقبالهم قبل نهاية السنة قبل نقلهم إلى بلادهم في غضون 48 ساعة من دخولهم المركز. أوضحت بن حبيلس، أمس، خلال ندوة صحفية عقدتها بمقر الهلال الأحمر، بأن متطوعي الهلال الأحمر شرعوا في التواصل مع نازحي النيجر في الولايات التي يتمركزون بها في مقدمتها ولاية تمنراست، العاصمة، وهران وڤالمة، تحضيرا لنقلهم إلى مراكز إيواء قبل نقلهم في غضون أسابيع إلى تمنراست ومنها إلى النيجر. وأضافت بن حبيلس أنه سيتم تخصيص مراكز الاصطياف والمراكز التابعة للهلال الأحمر في الولايات لاستقبال اللاجئين قبل نقلهم إلى تمنراست، مواصلة: “شددنا على أن تكون كل الظروف مناسبة في هذه المراكز، وكذلك عند نقلهم إلى الجنوب، واقترحنا أن تنقل النساء الحوامل والمسنين والمرضى في الطائرة إلى تمنراست، فيما يتم تخصيص حافلات مريحة للبقية”. وذكرت المتحدثة أن هناك استجابة كبيرة من نازحي النيجر “على اعتبار أن 90 بالمائة من نازحي النيجر هم من العائلات، بخلاف باقي الجنسيات الإفريقية، وهؤلاء اكتشفوا أنه تم التغرير بهم من قبل شبكات إجرامية، مثلما أوضح وزير خارجية النيجر في زيارته الأخيرة إلى الجزائر، فعودتهم ستكون إيجابية لأمنهم وأمن مواطنينا”. وحول هذه النقطة، قالت المسؤولة الأولى عن الهلال الأحمر الجزائري إن السلطات وفرت كل الإمكانات ليعود هؤلاء إلى ديارهم، بالتنسيق مع وزارات الصحة والنقل والتضامن، وكذا مصالح الأمن بما يحفظ كرامتهم . وعن عدد هؤلاء النازحين أشارت بن حبيلس إلى أنه يصعب تحديد عددهم قبل دخولهم إلى المراكز، وقبل انتهاء عمليات التعريف التي تقوم بها مصالح الأمن لتحديد جنسياتهم. وتحفظت بن حبيلس على الحديث عن التكلفة الكلية للعملية، فيما كشفت عن تخصيص الهلال الأحمر ل40 مليار سنتيم للتكفل بالنازحين في مراكز الإيواء من إطعام ولباس وتكفل صحي، مع تخصيص مجموعة من الأغذية لكل عائلة، تكون كافية لأيامها الأولى في بلدها. وتحدثت بن حبيلس عن التنسيق مع جهات أوروبية لتمويل مشاريع في النيجر لضمان استقرار اللاجئين في بلادهم، موضحة: “عرضت علينا عدة جهات أوروبية مساعدتنا في التعامل مع ظاهرة هجرة الأفارقة إلى الجزائر، لكن ردنا كان بأن الجزائر قادرة على التكفل بهم، واقترحنا بالمقابل توجيه مساعداتهم لتمويل مشاريع مصغرة لفائدة هؤلاء في النيجر، ولقينا استجابة من بلد أوروبي سنكشف عنه بعد إنهاء جميع الترتيبات”. من جانب آخر، تحدثت الوزيرة السابقة عن تقدم الهلال الأحمر الليبي بطلب إلى نظيره الجزائري لتقديم مساعدات غذائية “وسنكون في الموعد لمساعدة أشقائنا”. يشار إلى أن عملية ترحيل النازحين جاءت بعد أن شوهت “الغيتوهات” التي اتخذوها مأوى لهم شوارع المدن الكبرى، ولم تنفع معها الحملة التي أطلقتها مصالح الأمن ضدها.