تكفل طبي ومساعدات غذائية خلال "رحلتهم" اتخذت الجزائر كافة الإجراءات اللازمة لضمان عودة الرعايا النيجريين الذين دخلوا بطريقة غير شرعية إلى وطنهم في أحسن الظروف، حيث تم تخصيص حافلات لنقلهم إلى ولاية تمنراست الحدودية، وطائرات بالنسبة لكبار السن والحوامل الذين يتعذر عليهم التنقل برا، ليتم نقلهم إلى بلدهم. فيما تم تشكيل لجنة خاصة تتكون من أطباء وأطباء نفسانيين وأعضاء في الهلال الأحمر الجزائري، مهمتها ضمان ظروف جيدة. وكشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، سعيدة بن حبيلس، عن اتخاذ إجراءات لإعادة الرعايا النيجريين إلى وطنهم في ظروف جيدة، معلنة عن تخصيص حافلات وطائرات لنقلهم إلى ولاية تمنراست الحدودية ومن ثم يدخلون إلى النيجر بالتنسيق مع السلطات النيجرية، حيث يتم ترحيلهم تحت إشراف الهلال الأحمر وبمساعدة أطباء ونفسانيين، وأكدت أن الجزائر حرصت على ضمان تكفل صحي وتغذية سليمة للرعايا، كما سيستفيدون من طرود غذائية بعد مغادرتهم الجزائر. وأضافت بن حبيلس، أنه تم التكفل بالرعايا النيجريين صحيا بصورة جيدة قبل ترحيلهم. كما تحصلوا على جميع الضروريات أثناء تواجدهم على أرض الوطن، مذكرة بأن عملية الترحيل جاءت بناء على طلب من سلطات النيجر لإنهاء معاناة هؤلاء كلاجئين، مؤكدة أن الجزائريين أثبتوا تضامنهم مع هؤلاء كما حرصت السلطات الجزائرية على احترام كرامتهم وحقهم كلاجئين، كاشفة عن أن الهلال الأحمر أطلق حملة تحسيسية لدى شركائه الأوربيين لتمويل مشاريع مصغرة لفائدة الرعايا النيجريين لمساعدتهم على الاستقرار في بلدهم. وكانت حكومة النيجر، قد أكدت أن ترحيل الجزائر للرعايا النيجريين لا يتعلق بعملية طرد للاجئين، وإنما جاء بطلب منها، معربة عن ارتياحها إزاء التنسيق الذي يجري مع الحكومة الجزائرية في إطار هذه العملية الانسانية. من جهة أخرى، باشرت القيادة الجهوية للدرك الوطني بورڤلة جميع الإجراءات والتدابير الخاصة بتأمين ظروف نقل الرعايا الأفارقة من الجنسية النيجرية نحو بلدهم الأصلي، حيث تكفلت وحدات من الدرك الوطني بمهمة تجميع أفواج الأفارقة النيجريين بمراكز إيواء أعدت وفق الشروط المطلوبة عبر كامل ولايات الجنوب، وأبرزت أن وحدات الدرك ستقوم بتأمين ظروف تجميع الأفارقة المتواجدين بمناطق متفرقة من مناطق الجنوب، حيث أشارت مصادرنا إلى أن قوات الدرك الوطني وجدت بعض الصعوبات في تحديد مواقع تواجد عدد كبير من الرعايا النيجريين، خصوصا وأن بعضهم قرروا عدم الظهور في الساحات العمومية والفضاءات العامة الواقعة على مستوى إقليم اختصاص وحدات الدرك الوطني، لا سيما أن عددا من الأفارقة يرفضون قرار ترحليهم إلى بلدانهم الأصلية، وهم يتمركزون في محيط قواعد البترول بالجنوب، الذي يعرف تواجدا مكثفا لهؤلاء "الحراڤة" الأفارقة الذين يحترفون التسول.