الشعب الجزائري أعطى مثلا في التضامن مع النازحين الأفارقة كشفت رئيسة الهلال الأحمر الجزائر، سعيدة بن حبيلس، أمس، عن الشروع في تحضير عملية إعادة مهاجري دولة النيجر إلى بلادهم، وأكدت حرص الجزائر على توفير كافة الظروف اللوجيستية لترحيلهم بما يضمن كرامتهم الإنسانية. قالت بن حبيلس، أن نازحي دولة النيجر المنتشرين بمختلف المدن الجزائرية، سيعودون إلى بلادهم في الأيام القليلة القادمة، و هذا بناء على تصريحات وزير الداخلية النيجري خلال زيارته الأخيرة التي طلب فيه رجوع النازحين إلى وطنهم، و هو ما كان له صدى جد إيجابي، بحيث أشعرهم بالاهتمام الذي توليه دولتهم لأوضاعهم. وأكدت بن حبيلس أن المهاجرين غير الشرعيين، طلبوا العودة طواعية إلى ديارهم ومنهم من يريد تسريع وتيرة العملية، وأوضحت أن الهلال الأحمر الجزائر باشر المرحلة التحضرية، بتجميع المعنين وتوفير وسائل النقل اللائقة لنقلهم إلى ولاية تمنراست حيث يتم بناء شاليهات لائقة قبل تحويلهم إلى بلادهم. وكشفت بن حبيلس أن القيمة المالية التقديرية المرصودة للعملية تناهز 400 مليون دينار، وتشمل الوسائل اللوجيستية والأكل والألبسة والتكفل الصحي، معتبرة أن ذلك «يدخل في إطار حرص الجزائر على ضمان الكرامة الإنسانية لهؤلاء المقهورين الذي فروا من بلادهم بسبب الفقر والإرهاب». وأضافت سعيدة بن حبيلس أن الشعب الجزائري ضرب مثلا في السخاء والتضامن مع النازحين الأفارقة بشهادة المنظمات الإنسانية الدولية، وقالت أن متطوعي الهلال الأحمر الجزائري، يعملون ليلا ونهارا مع هؤلاء للتكفل بهم صحيا وإنسانيا، مشيرة أن برودة الطقس في الأيام الأخيرة، دفعت إلى قبول الدخول إلى المراكز المخصصة لهم. وأفادت بن حبيلس أنه تقرّر نقل النساء الحوامل على متن الطائرات إلى تمنراست، حرصا على سلامتهم وتجنيبهم عناء ومشقة السفر برا، وسيتم نقلهم إلى بلدانهم من قبل الجزائر. وعن وصول مهاجري دولة النيجر إلى الجزائر، عادت بن حبيلس لتصريح وزير الداخلية النيجري في زيارته الأخيرة حين قال «أن هناك منظمات إجرامية استغلت هؤلاء وتعمل الحكومة النيجرية على محاربتهم»، لافتة إلى تورط عصابات التهريب في إيصال هؤلاء الحدود الجزائرية. وأكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري، أن العملية لن تشمل المهاجرين من جنسيات أخرى كنيجيريا، مالي، الطوغو، كاشفة عن وجود تنسيق مع سلطات البلدان المعنية لتحضير إعادتهم. وجددت بن حبيلس تأكيدها بأن طلب المنظمات الإنسانية الدولية، على غرار الصليب الأحمر والهيئة الدولية للاجئين بفتح مكاتب في الجزائر قوبل بالرفض، وتم الاتفاق معهم على إقامة مشاريع تنموية لهؤلاء الأفارقة في بلدانهم.