الرابطة رفعت الراية البيضاء واستندت في بيانها الأخير المنبثق عن اجتماع مكتبها الأخير إلى لغة الأرقام التي تشير إلى برمجة سبعة عشرة مباراة دون حضور الجمهور في بطولة الرابطتين المحترفتين، الأولى والثانية، واقتنعت هيئة الرئيس محفوظ قرباج بأن الأحداث المأسوية في بداية المسوم (مقتل اللاّعب الكامروني لشبيبة القبائل ألبير إيبوسي)، لم تحرّك مشاعر المشاغبين من المناصرين الذين أصرّوا على البقاء أوفياء لسلوكياتهم الطائشة، في تحدّ صريح للسلطات التي تحاشت إلى غاية اليوم عن تحمّل مسؤولياتها بجعل الردع السلاح الوحيد للقضاء على الظاهرة ووضع حدّ لتناميها المخيف. ويأتي ذلك بعدما أضحت الألعاب النارية وإشارات البواخر والسيوف والخناجر، في كل الملاعب الجزائرية حاضرة بقوة، بشكل ينذر بأن الكرة الجزائرية تتجه فعلا نحو المجهول، طالما لم يتم تفعيل الإجراءات الردعية التي تنصص عليها القوانين صراحة، وسبق لوزير الرياضة محمّد تهمي التطرّق إليها، والتي تشمل متابعة المشاغبين قضائيا واعتماد السجل الوطني للممنوعين من الدخول إلى الملاعب، فضلا عن جعل الأندية تتحمّل مسؤولياتها أيضا من خلال إرغامها على فتح ملف تكوين أعوان الملاعب وتنصيب كاميرات في كل الملاعب الجزائرية. ورغم اعتراف رابطة كرة القدم المحترفة بفشل كل الإجراءات، إلا أنها تحاشت التشكيك في مبادرة الوزارة الأولى حين دعت عدة قطاعات إلى العمل على جعل الحملات التحسيسية سياسة جديدة لمعالجة الظاهرة، وهي سياسة تكشف عن نية السلطات في الهروب إلى الأمام ورفضها الاعتراف بأن العنف في الملاعب أعمق مما تريد أن تصوّره للرأي العام على أنه حالة شاذة، أو أن الأمر يتعلّق بقلّة قليلة من المناصرين الذين حوّلوا بشغبهم الملاعب الجزائرية وكل المرافق إلى كابوس، كون المشاكل الاجتماعية المختلفة المتراكمة هي التي أفضت إلى جيل عنيف من الشباب، ما استوجب اليوم اعتماد سياستين، الأولى على المدى القصير، والثانية على المدى البعيد من أجل القضاء نهائيا على الظاهرة. السياسة الأولى تتمثل في اتخاذ إجراءات فورية لضمان أمن وسلامة المواطنين، من خلال الضرب بيد من حديد وتطبيق القوانين بحذافيرها ومتابعة كل من يخلّ بالنظام العام قضائيا وتفعيل كل الإجراءات التي سبق للوزير محمّد تهمي الحديث عنها، بينما تتمثل السياسة الثانية في التفكير من الآن في مكمن خلل المنظومة التربوية والاجتماعية التي أفرزت لنا اليوم جيلا يتحدث بلغة العنف وأسقط من قاموسه كل المقوّمات الأخلاقية، إلى درجة أصبح العنف والفوضى واللاّأمن من صفات الجماهير الجزائرية دون سواها. المدير العام لشباب قسنطينة عمر بن طوبال “الحد من العنف يبدأ من مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي” أكد المدير العام لشباب قسنطينة عمر بن طوبال بأن الرابطة الوطنية و”الفاف” لم يفشلا في الحد من ظاهرة العنف، ولكن هناك عوامل أخرى هي ما يساهم في استمرار هذه الظاهرة، وبيدها الحل في توقيف هذا المارد، ومن بينها مسيري الأندية الذين يجب أن يلعبوا دورهم في مساعدة الوصاية لوضع حد للعنف في ملاعبنا. وشدد بن طوبال على أن الحد من ظاهرة العنف في الملاعب لن يتأتى بين ليلة وضحاها، وهنا يجب على جميع المعنيين المساهمة في إيجاد الحلول، على غرار المختصين النفسانيين الذين يجب أن يكون لهم دور في تشريح هذه الظاهرة وأسبابها ومحاولة إيجاد الحلول لها، مشيرا إلى أن العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر تركت آثارا سلبية على الجيل الحالي الذي يذهب إلى الملاعب، من أجل إفراغ مكبوتاته في المدرجات. كما نبه محدثنا إلى أمر آخر وصفه بالخطير، وهي لجوء، كما قال، أشباه المسيرين السابقين للفرق الذين يسمون أنفسهم بالمعارضة، إلى مواقع التواصل الاجتماعي من أجل تحريض وتأليب الأنصار على المسيرين الآنيين للأندية، بتغليطهم بمعلومات خاطئة غرضها إثارة الفوضى والفتنة، وهنا يجب أن يظهر، حسب بن طوبال، دور المصالح الأمنية المختصة في مراقبة المواقع الالكترونية في ملاحقة مصادر بث هذه “السموم” في مواقع التواصل الاجتماعي، ومتابعتها قضائيا. قسنطينة: ش.فيصل رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج يعترف“فشلنا ونفتقد للحلول” أقر رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم، محفوظ قرباج، بفشل عقوبة اللعب دون جمهور في الحد من ظاهرة العنف في الملاعب الجزائرية، مؤكدا بالمقابل بأنه يبقى الخيار الوحيد لمواجهة هذه الظاهرة. وأوضح قرباج في تصريح ل”الخبر”، أمس، بأن عقوبة الحرمان من الجمهور لهذا الموسم عرفت رقما قياسيا غير مسبوق في تاريخ الكرة الجزائرية، قائلا “وصلنا لحد الآن للرقم 14 في عدد المباريات التي لعبت دون جمهور في بطولتي الدرجة الأولى والثانية، وهو رقم يتجاوز كل ما سجلناه طيلة الموسم الجاري بأكمله، مع هذا تبقى هذه العقوبة غير مجدية، فقد تكررت مشاهد العنف لأندية سبق وأن تعرضت لهذه العقوبة، كما كان الحال مع فريق مولودية الجزائر.. كرابطة، نحن نقر بفشل هذه السياسة، لكنها للأسف تبقى الخيار الوحيد المتاح أمامنا”. وشدد الرئيس السابق لشباب بلوزداد على أن مسؤولية محاربة العنف تبدأ من الأنصار المطالبين بالتحلي بالروح الرياضية، على غرار ما حدث خلال المباراة المحلية التي جمعت نصر حسين داي واتحاد الحراش، أول أمس، مضيفا “أنوه كثيرا بما شاهدته خلال مباراة نصر حسين داي واتحاد الحراش، لقد كان سلوك أنصار الفريقين مثاليا، لم نشاهد إشعالا للألعاب النارية ولو واحدة وعوضوا ذلك بإشعال الهواتف النقالة، في مشهد حضاري ذكرنا بالملاعب الأوربية، وهو ما نريد تعميمه في باقي الملاعب، وهنا لا يفوتني أن أحيي مسيري نصر حسين داي الذين يعود لهم الفضل في ظهور المباراة بهذا المنظر الراقي، لأنهم وافقوا على تقاسم الأنصار المدرجات مع نظرائهم من الحراش”. الجزائر: ك.شعيب منسق منتدى الأندية المحترفة - عبد الكريم مدوار “يجب معاقبة الجمركيين والتجار قبل الأندية” دعا منسق منتدى الأندية المحترفة لكرة القدم، عبد الكريم مدوار، إلى محاسبة الجمركيين والتجار والأنصار المشاغبين المسؤولين فعلا عن رشق الميادين بالألعاب النارية. وقال رئيس أولمبي الشلف عبد الكريم مدوار، ل”الخبر”، إن معاقبة الأندية لهذا السبب ليس مبررا، وأوضح أن رشق الميادين بالألعاب النارية يتحمّل مسؤوليته أولا الجمركيون الذين يتغاضون عن نقل الألعاب النارية عبر المطارات والموانئ، وأيضا التجار الذين يسوقون الألعاب النارية أمام مرأى الجميع والمراقبين، دون نسيان الأنصار المسؤولين حقيقة عن الرشق. واعتبر المتحدث أن عقوبة حرمان الأندية من جماهيرها، في صورة رد فعل على رشق الميادين بالألعاب النارية والمقذوفات لن تجدي نفعا، وقال إنه يجب البحث عن حلول للعنف بعيدا عن ميادين كرة القدم، في إشارة إلى مصالح الجمارك والتجار. واعتبر مدوار أن الأندية لا تستطيع تحمّل مسؤولية نتائج أخطاء وتجاوزات الجهات الرسمية الأخرى، وقال إن العنف أعمق مما يتصوره البعض وحله يتطلب دراسة أكبر وأشمل، مشيرا إلى أن الأندية وجدت نفسها تدفع وحدها فاتورة محاربة العنف. وفي رده على سؤال بخصوص تبعات حرمان الأندية من جماهيرها، قال الناطق الرسمي لأولمبي الشلف، إن حضور الجماهير ضروري لمشاهدة الفرجة في المقابلات، وغيابهم يلحق أضرارا ليس فقط بالجانب الفني للمقابلات، بل أيضا بالمداخيل المالية للأندية المفلسة أصلا، ما يعني، في تقديره، أن الأندية هي الخاسرة في المقام الأول عند فرض عقوبة “إقصاء الأنصار”، وذكّر بحادثة مقتل الكاميروني ألبير إيبوسي، لاعب شبيبة القبائل، معتبرا العقوبة المسلطة على “الكناري” غير عادلة، وقال إن الرابطة فرضت عقوبة قاسية على الشبيبة بحرمانها من أنصارها، في حين أن الأخيرة لا تتحمّل مسؤولية المأساة، موضحا أن أسباب معاقبة الشبيبة لها أبعاد أخرى لم يرد الخوض فيها، وتأسف المتحدث للإجراءات التي تتخذها الرابطة المحترفة للتصدي للعنف، وقال إن الرابطة تميل إلى اعتماد الحلول السهلة لإنقاذ سمعتها وذر الرماد في الأعين. الجزائر: هارون شربال نائب رئيس جمعية وهران محمد سعدون “الرابطة بالغت في عقوبة اللعب دون جمهور” كشف نائب رئيس جمعية وهران محمد سعدون أن الرابطة بالغت في عقوبة حرمان الأنصار من الدخول إلى الملاعب في المدة الأخيرة، وهو ما أفقد مباريات كبيرة نكهتها، فقال: “رغم أننا نحترم قرارات الرابطة فيما يخص تسليط العقوبات على الأندية، إلا أني أؤكد أنها بالغت هذا الموسم في تسليط عقوبة “الويكلو” على الأندية، فقد لعبت عدة لقاءات ساخنة ومثيرة دون جمهور، لكن لا يعقل أن تلعب مباراة بين مولودية وهران وجمعية وهران في غياب الأنصار، والشيء نفسه بالنسبة للداربي العاصمي الذي جمع بين الاتحاد والمولودية، فهذه المباريات تكون لها نكهة خاصة بحضور الأنصار حتى لاحظنا في الجولات الماضية أن عدة لقاءات أصبحت تلعب في غياب الجمهور، وفي الجولة الواحدة تلعب ثلاثة لقاءات إلى أربعة دون جمهور، وهو ما يفقد البطولة نكهتها”. أما عن الحلول التي يراها العضو الفعال في الجمعية قادرة على تعويض “الويكلو”، فقد كشف قائلا: “أعتقد أن الرابطة بإمكانها اتخاذ قرارات أخرى غير حرمان الأنصار من دخول الملعب، كتسليط غرامات مالية أو حرمان الفئة التي تقوم بالعنف في المدرجات من دخول الملعب، ولا يجب أن نعاقب الفرق مباشرة ب”الويكلو”، كما حدث مع جمعية وهران عندما رمى أحد الأنصار الألعاب النارية، وهو فعل معزول، إلا أنه حرم الآلاف من دخول زبانة لمتابعة الداربي الذي انتظرناه طويلا”. وهران: ع.بن زرڤة رئيس مولودية وهران أحمد بلحاج “عقوبة اللعب دون جمهور يفقد كرة القدم نكهتها” أكد رئيس مجلس إدارة فريق مولودية وهران أحمد بلحاج ل«الخبر”، أن عقوبة حرمان الأنصار من الدخول إلى المدرجات يفقد لعبة كرة القدم نكهتها ولا يساهم في تطوير مستوى هذه الرياضة. وقال بلحاج: “عقوبة اللعب دون جمهور يفقد كرة القدم نكهتها ولا يساهم في تطويرها، خاصة وأن غياب الأنصار يجعل اللقاءات مملة ولا تعرف الحماس نفسه الذي تشهد في حضور المناصرين، فهناك اختلاف كبير بين إجراء المباريات بحضور الأنصار وفي غيابهم، خاصة عندما يتعلق الأمر بلعب لقاءات محلية”. وكشف رئيس “الحمراوة” أن الرابطة مطالبة باتخاذ عقوبات أخرى عدا حرمان الأنصار من الدخول إلى الملعب “على غرار معاقبة المتسببين في أعمال العنف في المدرجات، وهم فئة قليلة يمكن مراقبتها. وعلى سبيل المثال، فإن من قام بتكسير الكراسي في المباراة التي جمعتنا بجمعية الشلف معروفون وهدفهم تسليط مثل هذه العقوبات على فريقنا لحرمانه من التألق، وهم يدركون أن رمي الألعاب النارية وتكسير الكراسي سيجعل الرابطة تعاقب الفريق. كما أنه من الواجب أن تسرع السلطات المحلية في وضع كاميرات المراقبة في كل الملاعب للحد من ظاهرة العنف التي تتسبب في حرمان فئة كبيرة من الأنصار العقلاء من متابعة مباريات فريقها المفضل كما حدث في داربي وهران”. وهران: ع.بن زرڤة