قال سفير إسبانيا بالجزائر، أليخاندرو بولانكو ماتا، إن اللقاءات الأدبية التي شرع معهد سيرفانتيس بالجزائر العاصمة في تنظيمها بغية دراسة مؤلفات أدباء من أمريكا اللاتينية، والتي عرفت تنظيم لقاءات خاصة بشاعر المكسيك أوكتافيو باث والروائي الأرجنتيني خوليو كورتاثار، عبارة عن نشاطات ثقافية تساهم في نشر الثقافة واللغة الإسبانيتين. واعتبر ماتا أن الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا يعد من كبار كتاب أمريكا اللاتينية، ليس فقط لكونه حاز على جائزة نوبل للآداب سنة 2010، بل لأنه استطاع أن ينقل صوت أمريكا اللاتينية والبيرو. اعتبر خورخي ليو ممثل سفير البيرو بالجزائر خلال مشاركته في الندوة الأدبية التي نظمتها أمس سفارة إسبانيا بالجزائر بمعهد سرفانتيس لمناقشة أعمال الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا، ”إن صاحب رواية المدينة والكلاب يعتبر مثقفا مهما في الحقل الثقافي اللاتينو إسباني، فهو وجه ثقافي له شهرته ليس فقط في أمريكا اللاتينية بل في كل أنحاء العالم، حيث ترجمت أعماله الأدبية إلى لغات مختلفة”، موضحا أن يوسا هو من منح البيرو، وكذا إسبانيا من منطلق أنه يكتب باللغة الإسبانية، مكانة رفيعة في عالم الأدب”. من جهته تناول الروائي جيلالي خلاص علاقة يوسا بالسياسة، واعتبره نتاج المد اليساري عبر العالم في خمسينات وستينات القرن العشرين، موضحا أن اختيار يوسا للفكر الماركسي في المرحلة اليافعة من شبابه جاء للرد على الديكتاتوريات العسكرية التي استولت على السلطة في مختلف بلدان أمريكا اللاتينية. وأضاف خلاص أن يوسا سرعان ما غير من مواقفه السياسية وتخلى عن اليسار، وأصبح ليبراليا، بسبب ما وصلت إليه الثورة الكوبية وديكتاتورية فيدال كاسترو من تجاوزات لم يقبل بها يوسا، وهو ما أدى إلى حدوث شرخ كبير لدى الروائيين اللاتينو أمريكيين الذين أسسوا لما أصبح يسمى ”البوم اللاتينو أمريكي”، وتسبب حتى في خلافات شخصية بين يوسا وغارسيا ماركيز، وصلت إلى حد الجفاء النهائي، وهو ما أكده الباحث الإسباني خواكين بيراث أزستري في مداخلته التي تناولت المرحلة الإسبانية من حياة الروائي البيروفي، والتي اتسمت بالعوز وبالإيمان الشديد بجدوى الكتابة الأدبية وبقيمة الحرية. كما تحدث أزستري عن تأثيرات يوسا الأدبية، وحددها في غوستاف فلوبير ووليام فولكنر. واعتبر ذات المتحدث أن الفترة التي قضاها يوسا في برشلونة رفقة أدباء كبار أمثال المكسيكي كارلوس فوينتيس والكولومبي غارسيا ماركيز، مكنته من الاقتراب من ملامح الحداثة الفرنسية التي بدأت تتغلغل في تلك الفترة إلى المدنية الإسبانية.