يحل الروائي البيروفي ماريو فارغاس يوسا بالجزائر العاصمة في السادس من الشهر الحالي بدعوة من "معهد سيرفانتس" والسفارة الإسبانية، وذلك بداية من الساعة الحادية عشرة صباحا. وسيكون صاحب نوبل للآداب لعام 2010 محور نقاش ضمن ملتقى ينظم مطلع الأسبوع المقبل "معهد سيرفانتس" ينشطه نخبة من الكتاب الجزائريين والأجانب، حيث سيقف هؤلاء عند التجربة الأدبية لهذا الصحفي الروائي والسياسي الذي يصنف ضمن أهم كتاب أمريكا اللاتينية. وولد ماريو فارغاس يوسا بمنطقة "أريكويبا" في بيرو يوم 28 مارس 1936، ونال الجنسية الإسبانية عام 1933 ورشح نفسه لرئاسة بيرو لكنه خسر الانتخابات عام 1993، لينتقل إلى فرنسا عام 1959، حيث عمل مدرسا للغة وصحفيا. وحصل على الدكتوراه في تخصص أدب أمريكا اللاتينية، وكانت الرسالة بعنوان "غابريال غارسيا ماركيز.. قصة وتصميم عام 1971". ونال يوسا جائزة "سيرفانتس" عام 1995، وهي أبرز جائزة أدبية تمنح لكاتب باللغة الإسبانية. وبدأت شهرته العالمية في الستينات مع رواية "زمن البطل" التي استندت إلى تجربته في الأكاديمية العسكرية في بيرو، وقد أثارت الرواية جدلا في بلاده حيث أحرقت ألف نسخة منها علنا من قبل ضباط في تلك الأكاديمي. وله أكثر من 30 كتابا ومن أشهر أعماله "زمن البطل" و"امتداح الخالة" و"محادثة في الكاتدرائية" و"البيت الأخضر" و"من قتل موليرو؟" و"حفلة التيس" و"شيطانات الطفلة الخبيثة"، كما ترجم إلى اللغة العربية العديد منها. من ناحية أخرى، لم يقنع الروائي ماريو فارغاس يوسا منذ فترة طويلة بالعيش ما بين قارتين، حيث حرص واجتهد في أن يتابع الأحداث بإخضاعها لغربال العقل والمنطق، دون أن يضحي بأسلوبه الخاص في الرؤية والكتابة. وكانت معظم المواضيع التي تناولها فرجاس في كتابه لغة الآلام لم تفقد شيئا من آنيتها، وكذلك العلمانية ومكانة الدين في عالمنا. كما كان رجلا كثير الريبة تجاه الأديان كافة، فهو يرى في الفصل ما بين الدين والدولة واحدا من شروط سيادة الفرد وكرامته، غير أن في الوقت ذاته يعتقد أن الدين لا يعوَّض لتأمين الحياة الروحية "ويؤمن بأن العلمانية وحدها تؤدي إلى فوضوية خطيرة في العقل".