عُرف منذ القدم وفي جميع الحضارات أن العدد 7 يرتبط بالسحر والأشياء العجيبة والخرافات، وهذا العدد لا يزال حتى الآن لغزا، وارتبطت قسنطينة بهذا العدد بدءا باسمها المتكون من 7 أحرف. كما أن الدول الإسلامية التي حكمت المدينة وخضعت لها قبل الاستعمار الفرنسي كانت 7، بدءا من الدولة الأغلبية التي دام حكمها من 800 إلى 909م، وكان لها الفضل في مواصلة نشر الإسلام بإفريقيا، حيث امتدت حدودها من ليبيا إلى غاية منطقة المدية. تلتها الدولة الفاطمية التي حكمت من 909 إلى 972م بمنطقة إفريقيا، وهي التي كانت تشمل تونس وشمال الجزائر، وقد ازدهرت في عهد المعز لدين الله الفاطمي. ثم جاءت الدولة الزيرية أو الصنهاجية (نسبة إلى زيري بن مناد الصنهاجي) التي حكمت المنطقة من سنة 972 إلى 1014م، حيث استخلفهم الفاطميون في المنطقة. الدولة الحمادية، وهي فرع من دولة آل زيري وقد حكمت من سنة 1014 إلى 1153م، وكانت ثاني دولة مسلمة جزائرية نظامية بعد الدولة الرستمية، وحدودها لم تتعدَّ ولايتي الجزائروقسنطينة. قبل أن تليها الدولة الموحدية 1153 إلى 1269م. والحفصية التي دام حكمها من سنة 1229 إلى 1536م، وأخيرا الانضواء تحت راية الدولة العثمانية التركية من سنة 1556 إلى 1837م. 7 كهوف ومغارات عجيبة كان هذا ما تعلق بتاريخ سيرتا وعلاقته بالعدد 7، أما من الناحية الطبيعية الجمالية فقسنطينة فريدة من نوعها، كونها تتميز بطبوغرافية عجيبة، فهي مبنية على جبل يتكون من 7 رؤوس، ولها 7 كهوف أكبرها كهف الدببة الذي يبلغ طوله 60 مترا ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة. كهف الأروي، ويوجد قرب كهف الدببة ويبلغ طوله 6م، ويعتبر كلا الكهفين محطتين لقطع أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ. وهناك أيضا كهف الحمام، وهو مغارة نسجت حولها أساطير عدة، فهناك من يقول إنه استخدم في عبادة “ميترا” أحد الآلهة، وهناك من يقول إن النساء الفاسدات كن يُرمين فيه، إلا أن به هوة كبيرة تسمح باشتعال الشموع دون إيقادها، كما تشير التنقيبات إلى أن الكهف كان ضريحا لبعض الشخصيات في الأزمنة الغابرة. وارتبط كهف الشكارة بأسطورة رائجة في أوساط المجتمع القسنطيني، مفادها أن الباي صالح كان يأمر برمي المحكوم عليهم بالإعدام من أعلى المغارة إلى وادي الرمال في الأسفل داخل كيس. أما مغارة شطابة، فقد كانت معبدا لبعض الجن والآلهة المحلية ومكانا للحج يقصده سكان المنطقة لتقديم الأضاحي والقرابين. أما المغارة المنسية فقد تم إغلاق مدخلها في الحقبة الاستعمارية، لأن المجاهدين كانوا يستعملونها للدخول والخروج من المدينة بشكل سري، ولم تفتح لغاية اليوم، والقليلون من أهل المدينة من يعلمون بأمرها، وهي تقع تحت فندق فرنسا بشارع العربي بن مهيدي، وقد كانت إلى غاية 1939 قبلة للسياح، ويقال إنها تشبه مغارة جعيتا في لبنان، لوجود ترسبات كلسية داخلها ووجود السمك المضيء أيضا. أما المغارة الجديدة، فقد تم اكتشافها حديثا في منطقة سيدي مسيد، وتقع بين مغارتي الدببة والأروى على ارتفاع 9 أمتار. سيرتا القديمة.. حصن ب7 أبواب كما كانت قسنطينة قديما محصنة بسور تتخلله سبعة أبواب، تغلق جميعها في المساء وقد كانت هذه الأبواب تقوم بتحصين للمدينة ضد أي غزو، وبدأت تختفي بالتدريج إلى أن أزال الاحتلال الفرنسي آثارها بالكامل. باب القنطرة: يصل المدينة بالضفة الجنوبية لوادي الرمال. وباب الواد أو باب ميلة: يسمح بالوصول إلى روابي كدية عاتي، وقد كان يوجد بمكان قصر العدالة حاليا. وباب الحنانشة الذي يسمح بالخروج من شمال المدينة عبر وادي الرمال، ويؤدي إلى الينابيع التي تصب في أحواض مسبح سيدي مسيد. أما الباب الرابع فهو باب الرواح والذي يمتد عبر سلم مثير للدوار، ويؤدي إلى الناحية الشمالية من وادي الرمال، ويوصل هذا الباب إلى منابع سيدي ميمون التي تصب في المغسل. أما الخامس فهو باب الجابية الذي ينفتح على الطريق الممتد إلى سيدي راشد ويقع على ارتفاع 510م. فباب الجديد الواقع في شمال ساحة أول نوفمبر، وهدم سنة 1925. وأخيرا باب سيرتا الذي يعتبر أقدم الأبواب، ويرجعه بعض الدارسين للعهد الروماني، ويتواجد حاليا خلف باب مخفي داخل سوق بومزو وسط المدينة، وهو مدخل حجري ضخم بطول 4 طوابق تقريبا نقشت عليه كتابات باللاتينية. مدينة الجسور السبعة وبالنظر لتضاريس المدينة الوعرة وأخدود وادي الرمال العميق الذي يشقها، فهي ترتبط ببعضها عن طريق 7 جسور قديمة، حيث أقيمت هذه الجسور لتسهيل حركة التنقل، لتعرف بعد ذلك قسنطينة باسم مدينة الجسور المعلقة، ولعل أقدم جسر في المدينة هو جسر باب القنطرة، بناه الرومان ثم رممه الأتراك عام 1792 وهدمه الفرنسيون ليبنوا على أنقاضه الجسر القائم حاليا، وذلك سنة 1863. كما نجد جسر سيدي راشد الذي صممه المهندس الفرنسي “اوبين ايرو” ويحمله 27 قوسا. والجسر المعلق الثالث هو جسر سيدي مسيد الذي صممه المهندس الفرنسي “فرديناند أرنودان” عام 1912، ويسمى أيضا بالجسر المعلق، بالإضافة إلى جسور ملاح سليمان وجسر مجاز الغنم وجسر الشيطان وجسر الشلالات الذي بني عام 1928، ويوجد على الطريق المؤدي إلى مسبح سيدي مسيد، وتعلوه مياه وادي الرمال التي تمر تحته مكونة شلالات مميزة. عادات وتقاليد المدينة ارتبطت بالعدد 7 أفراح القسنطينيين وأعراسهم كانت تقام 7 أيام بلياليها، وكان كل يوم مخصصا لطقس معين أو عادة ما، كما أن العروس كانت تأخذ معها في جهازها 7 فساتين “ڤنادر” بألوان الطيف السبعة، ترتديها على مدار 7 أيام، كل يوم لونا، فتبدأ بالوردي فالأرزق الفاتح ثم تتدرج في لبس الألوان إلى اليوم السابع، حيث ترتدي “ڤندورة القطيفة”. العدد 7 يعود في عاصمة الثقافة العربية يعود العدد 7 مجددا للظهور في مشاريع 2015، حيث تشهد قسنطينة إنجاز 74 مشروعا خاصا بالتراث، في إطار تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية،6 دور للثقافة سابعها دار الثقافة محمد العيد آل خليفة، 7 فنادق جديدة أكبرها فندق 5 نجوم “ماريوت” المتواجد بالقرب من الإقامة الجامعية 2000 التي تشرف على إنجازه مؤسسة صينية وبإشراف من شركة الاستثمار الفندقي بالجزائر بتكلفة 15 مليون أورو، والذي سيوفر على الأقل 350 سريرا. كما سيتم إعادة الاعتبار ل7 زوايا بالمدينة القديمة، منها زاوية بن عبد الرحمن بمنطقة شارع اليهود، وهذا ضمن برنامج لإعادة الاعتبار للمساجد والزوايا بالمدينة القديمة في إطار المحافظة على الممتلكات المحمية. وسيصل عدد متاحف المدينة إلى 7 متاحف في ظل ذات التظاهرة. فبالإضافة إلى قصر أحمد باي الذي يعد متحفا وطنيا عموميا للفنون والتقاليد الشعبية، متحف المجاهد، والمتحف الوطني سيرتا الذي يضم 14 ألف قطعة فريدة من نوعها، وهي من مضاعفات العدد 7، هناك المتحف الوطني للفن والتاريخ المزمع إنجازه بمناسبة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية المزمع إنجازه بحي زعموش المعروف ب “السطاندار”، معهد القراءات ابن باديس الذي سيحول إلى متحف للشخصيات التاريخية، متحف ودار الحرف والصناعات التقليدية بالمدينة القديمة، وسابعها سجن الكدية الذي تحدثت عنه وزيرة الثقافة نادية لعبيدي أثناء عرض البرنامج العام للتظاهرة في أكتوبر المنصرم، حيث قالت إنه قد ينحو منحى سجن سركاجي بالعاصمة الذي سيحول إلى متحف.