حمّل وزير الشؤون الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أمس، المملكة المغربية دون ذكرها بالاسم، مسؤولية “وضع عراقيل في طريق استكمال مسار استفتاء تقرير المصير للشعب الصحراوي، بدليل عدم تمكن الممثل الأممي كريستوفر روس، والممثلة الخاصة الجديدة لمهمة “المينورسو” كيم بولديك، من زيارة المنطقة لحد الساعة. اعتبر رمطان لعمامرة في تصريح غير مدرج في نص الخطاب الافتتاحي لأشغال الملتقى الرفيع المستوى حول السلم والأمن في إفريقيا بوهران، أن “هذه الحواجز المتكررة تعرقل مجهودات هيئة الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي لإيجاد حل لقضية إنهاء الاستعمار في الصحراء الغربية، حسب قرارات محكمة العدل الدولية منذ 40 سنة”. واستطرد قائلا بنبرة تفاؤل “مخطط تسوية النزاع المصادق عليه منذ سنة 1990 سجل عدة إنجازات ملموسة تمثلت في نشر قوات أممية في إطار مهمة الأممالمتحدة، لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ووقف إطلاق النار من طرفي النزاع المغرب وجبهة البوليزاريو”. من جهة أخرى، لم يخف وزير الخارجية الجزائري قلقه إزاء الوضع في ليبيا الذي اعتبره “مصدر قلق عميق”. وثمّن كل المبادرات المباشرة من طرف هيئة الأممالمتحدة وممثلها الخاص في ليبيا، الاتحاد الإفريقي وبلدان الجوار بمبادرة من الجزائر، “من أجل مساعدة الأشقاء الليبيين لفتح حوار داخلي شامل كسبيل وحيد لتجسيد المصالحة الوطنية، واتخاذ إجراءات حازمة ضد الإرهاب”. وأشاد لعمامرة بتضحيات عناصر مهمة حفظ الأمن “مينيسما” من أجل استقرار دولة مالي وعودة النظام الدستوري والسلم. كما دعا مجددا أطراف النزاع في مالي لاستغلال فرصة المرحلة الرابعة لمسار المفاوضات في الجزائر من أجل التوصل إلى اتفاق سلم شامل ونهائي. كما دعا الوزير بلدان القارة إلى ضرورة تجفيف مصادر تمويل الإرهاب، من خلال مكافحة شبكات الجريمة دون هوادة، مرافعا من أجل “إضفاء البعد العالمي على منع دفع الفدية”. وأشار إلى أن الجماعات الإرهابية، “من خلال الموارد المالية المتاحة بتهريب المخدرات والفديات المحصل عليها إثر اختطاف الرهائن، تدعم قدراتها وتوسع نطاق نشاطها”. واعتبر نفس المتحدث بأن الرهانات التي تواجهها إفريقيا وصراعاتها الكثيرة التي تشكل 60% من الملفات المطروحة على مجلس الأمن التابع لهيئة الأممالمتحدة، يجعلها مجبرة على توحيد مواقفها إزاء قضايا القارة، من خلال آلية الملتقى الرفيع المستوى من أجل السلم والأمن الذي تمتد اشغاله لغاية 11 ديسمبر الجاري، والذي تقرر أيضا منذ أمس تنظيمه سنويا. للتذكير فإن الملتقى عرف مشاركة وزراء خارجية أنغولا وتشاد، وإسماعيل شرقي محافظ السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي، وسعيد جانيت ممثل الاتحاد الإفريقي في ملف البحيرات الكبرى، الممثل الأممي الخاص في ليبيا، وسالي فيغان ويلس المديرة التنفيذية للمعهد الأممي للتكوين والبحث.