أفادت مصادر بسفارة الجزائربالقاهرة أن الإبقاء على المساعدات الإنسانية التي خصصتها جمعية العلماء المسلمين لقطاع غزة، راجع للظروف الأمنية المتأزمة التي تعيشها مصر، وإغلاق معبر رفح لأجل غير مسمى، وأوضحت أن إدارة ميناء بور سعيد لم تحذر من مصادرة المساعدات الجزائرية، إن لم يتم إخراجها من الميناء، وأن الأمر يتعلق بمطالبة شركة “ميرسك” الدانمركية دفع تعويضات لمكوثهم فترة أطول من المتفق عليه بميناء بورسعيد. وكشفت مصادرنا بأن وزارة الشؤون الخارجية المصرية أبلغت السفارة، منذ نحو أسبوع، بفتح معبر رفح خلال 48 ساعة لدخول الحالات الإنسانية الحرجة، مع إمكانية إدخال المعونات العالقة بميناء بور سعيد، وأكدت أن السفارة اتصلت بجمعية العلماء المسلمين لإخطارها، إلا أن الأخيرة أبلغت السفارة بأن عملية إيصال المعونات إلى رفح ستستغرق أكثر من ذلك، وأنها أصرت على أن يحضر أعضاء من الجمعية إلى بورسعيد للإشراف على عملية تفريغ الحاويات الست وإدخالها إلى قطاع غزة، ما حال دون ذلك، وأشارت المصادر إلى أنه لا دخل للسفارة في إجراءات الشحن. وأكدت مصادر “الخبر” أن جمعية العلماء المسلمين قد حصلت على الموافقة الأمنية لعبور معبر رفح، منذ سبتمبر الماضي، إلا أنها لم تتحرك لغاية شهر نوفمبر المنقضي، وأن الإبقاء على قافلة المساعدات ببورسعيد راجع إلى الأوضاع الأمنية الصعبة التي تعيشها مصر، بعد مقتل وإصابة أزيد من 50 من جنود الجيش المصري، ما اضطر السلطات المصرية لغلق المعبر، بعدما تحوّلت منطقة سيناء إلى بؤرة إرهابية، وكذا استمرار العمليات العسكرية وفرض حظر التجوال، وفتح المعبر للأشخاص فقط، في حين يتم إدخال المساعدات أو البضائع عن طريق الأبواب الإسرائيلية. وأكدت المصادر ذاته أن مسؤولي السفارة الجزائريةبالقاهرة أجروا اتصالات على أعلى مستوى مع رئيس الحكومة المصرية ووزيري الداخلية والخارجية، في محاولة لتذليل الصعاب وفتح المعبر مؤقتا لإدخال المساعدات، دون جدوى، لأسباب تتعلق بالأمن القومي المصري. وقالت مصادر “الخبر” إن مسؤولي السفارة اقترحوا على جمعية العلماء المسلمين، تسليم قافلة المساعدات إلى الهلال الأحمر الفلسطيني بالقاهرة، كما فعل من قبل الهلال الأحمر الجزائري والاتحاد العام للشغل ولجنة الشباب المتطوعين وقافلة اتحاد الأطباء، التي ترأسها جمال ولد عباس، لتسهيل وصولها إلى غزة، غير أنها رفضت ذلك، وأصرت على دخول القطاع. وأضاف المصدر في السفارة الجزائرية في القاهرة “نحن شاكرون فضل جمعية العلماء المسلمين للعمل الإنساني، لكن لابد من مراعاة الظروف الطارئة التي تشهدها مصر، التي قدمت لنا مساعدات أيام العدوان الأخير على غزة، تجسدت في فتح معبر رفح لإجلاء العائلات الجزائرية فقط، حتى الذين لم تكن بحوزتهم وثائق، وتمكنا وقتها من إجلاء ما يقارب 200 عائلة جزائرية”.