تشهد ليبيا قتالا ضاريا على أكثر من جبهة مع اقتراب موعد الحوار بين أطراف الصراع برعاية أممية، ففي وسط البلاد أعلنت قوات “عملية الشروق” الموالية لحكومة طرابلس سيطرتها على ميناء السدرة، بعد معارك كر وفر تدخل فيها الطيران ومقاتلو التبو (من أصول تشادية) لصالح جيش برقة الفيدرالي الموالي لعملية الكرامة، كما تمكن أنصار حفتر من السيطرة أول أمس على معبر راس جدير مع تونس لساعات قبل أن ينسحبوا منه، أما في بنغازي فلم يتمكن حفتر من الوفاء بتعهده بالسيطرة الكاملة على المدينة. وحسب بيان المجلس الأعلى للدفاع في حكومة عمر الحاسي بطرابلس، فإن قوات عملية الشروق “سيطرت بالكامل على ميناء السدرة” أكبر الموانئ النفطية في ليبيا، وأنها تقترب من مهبط ميناء راس لانوف الذي تستخدمه طائرات حفتر في الإغارة على القوات الموالية لحكومة طرابلس. غير أن الصفحة الرسمية لخليفة حفتر أكدت من جهتها سيطرة حرس المنشآت النفطية الموالين لعملية الكرامة على ميناء السدرة، ولم تؤكد أي جهة محايدة من الجهة التي تسيطر فعليا على ميناء السدرة. وقالت مصادر ليبية ل“الخبر” رفضت الكشف عن اسمها، إن المعارك في وسط البلاد وغربها في حالة كر وفر، وإنه لم يحسم أي من الطرفين المعركة لصالحه، سواء في جبهة الهلال النفطي أو في معبر راس جدير مع تونس. وتسببت المعارك في الهلال النفطي في انخفاض الصادرات النفطية الليبية من 900 ألف برميل يوميا إلى أقل من 550 ألف برميل يوميا. وفي المعبر الحدودي راس جدير، ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات قرب مدينة زوارة (غرب) إلى 16 قتيلا وأكثر من 30 جريحا، في حين تسببت المعارك في إغلاق معبر حدودي مع تونس لساعات قبل أن يعاد تشغيله، حيث أظهرت قناة الجزيرة صورا عن سيطرة قوات فجر ليبيا الموالية لحكومة طرابلس على معبر راس جدير. أما في بنغازي، فلم يتمكن الجنرال المتقاعد خليفة حفتر من إحكام السيطرة على المدينة التي وعد بتطهيرها من قوات مجلس ثوار بنغازي التي مازالت تسيطر على عدة أحياء ومعسكرات في المدينة، بل أرسلت رتلا من السيارات المزودة بمدافع رشاشة للهجوم على الهلال النفطي من الجهة الشرقية عبر بوابة أجدابيا، لتعزيز قوات عملية الشروق.