تمكنت قوات تابعة لفجر ليبيا قادمة من مدينة مصراتة من السيطرة على قاعدة جوية في جنوب البلاد، ما دفع القبائل التي سبق وأن حاربت الثوار إلى جانب نظام معمر القذافي إلى استنفار رجالها لمنع مقاتلي مصراتة من الاستيلاء على الأسلحة والذخائر بقاعدة براك الشاطئ (640 كلم جنوبيطرابلس)، التي تقع شمالي مدينة سبها (1000 كلم جنوبيطرابلس). نقلت وكالة “فرنس برس” عن مسؤول عسكري ليبي أن قوات فجر ليبيا اقتحمت، أول أمس، قاعدة جوية في أقصى جنوب البلاد، في حين تواصلت الاشتباكات غربا وشرقا في ما يعرف بمنطقة الهلال النفطي مع قوات موالية للواء المتقاعد خليفة حفتر. وأضاف المسؤول الموالي لقوات حفتر أن هذه القوات التي “استولت على أنواع مختلفة من ذخائر الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، من بينها صواريخ مضادة للدروع والطائرات والأفراد، تنوي نقلها إلى شمال البلاد”. وفي منطقة الهلال النفطي وسط الساحل الليبي، تواصل القتال في محيط ميناء السدرة بين قوات الشروق الموالية لحكومة طرابلس وقوات حرس المنشآت النفطية المدعومة بمقاتلي التبو وطائرات حفتر. وأعلنت قوات عملية الشروق سيطرتها مرتين على ميناء السدرة النفطي بالكامل، خلال الأسبوع الماضي، لكن ما يسمى بجيش برقة الانفصالي مدعوم بمقاتلين من أصول تشادية وطائرات حفتر تمكنوا من استعادة الميناء الذي يعد الأكبر من نوعه في ليبيا، ويخوض الطرفان حرب كر وفر دون أن يتم حسم المعارك لأي منهما في الهلال النفطي. كما شن جيش القبائل الموالي لحفتر سلسلة هجمات على المناطق الممتدة على طول الطريق الساحلي من العاصمة طرابلس إلى غاية الحدود التونسية، بعد أن أخفق في السيطرة على معبر راس جدير مع تونس، فيما تحاصر قوات من فجر ليبيا القاعدة الجوية “الوطية” جنوبي مدينة صبراتة وشمال بلدة الزنتان. وفي بنغازي، قال مسعفون، أمس الأول، إن ما لا يقل عن 25 شخصاً قتلوا وأصيب 103 آخرون خلال الأيام الثمانية الأخيرة من القتال الدائر بين قوات الجنرال المتقاعد خليفة حفتر ومجلس ثوار المدينة، ليرتفع بذلك عدد القتلى إلى حوالي 475 منذ منتصف أكتوبر الماضي. على صعيد آخر، يسعى المؤتمر الوطني العام إلى تشكيل “حرس وطني” يضم مختلف كتائب الثوار في الشرق والغرب، وذلك لمواجهة أي “مغامرة انقلابية” لإجهاض ثورة 17 فبراير. ومع اشتداد المعارك في ليبيا على أكثر من جبهة، يبدو الحوار الذي دعت إليه الأممالمتحدة أو ما يسمى غدامس 2 محل تأجيلات متواصلة، خاصة أن طرفي الصراع يضعان شروطا “مستحيلة” للمشاركة في الحوار، كما أن كليهما يريد تحقيق تقدم على الأرض قبل الدخول لجلسات الحوار، فضلا عن الاختلاف حول مكان انعقاد المحادثات، فبينما يقترح مجلس النواب في طبرق مدينة أوجلة جنوبي مدينة أجدابيا الموالية لهم لانعقاد جلسات الحوار، يفضل المؤتمر الوطني العام مدينة “هون” جنوبي مدينة سرت الخاضعة لسيطرتهم.