تبنى زعيم أنصار الدين، إياد أغ غالي، في ثاني ظهور له، بعد نشره شريط فيديو في الصائفة الماضية، هجوما على معسكر للقوات الأممية في شمال مالي، لم يخلف أي إصابات. كما توعد إياد أغ غالي، المتواجد، حسب وزير الدفاع الفرنسي، في جنوب ليبيا، بمحاربة القوات الفرنسية ومن يواليها في منطقة الساحل. استهدف هجوم صاروخي، أول أمس، معسكرا لقوات الأممالمتحدة في شمال مالي دون أن يخلف إصابات، حسب ما أكده بيان للقوات الأممية. وأفاد البيان بأن “معسكر قوات الأممالمتحدة في مالي، الذي تتقاسمه مع القوات المسلحة المالية وعناصر من القوات الفرنسية في تيساليت بمنطقة كيدال، كان هدفا لهجوم بصاروخ أو قذيفة هاون”. وأضاف المصدر ذاته أن التقارير الأولية تفيد بأن المعسكر “قصف بتسعة صواريخ على الأقل”. وأكدت البعثة التي تنتشر قواتها بمالي منذ 2013 أن “هذه الهجومات تعزز من تصميمنا على مواصلة عمل بعثتنا إلى جانب مالي وشعبها. وتبنت حركة أنصار الدين الهجوم على معسكر تيساليت، في اتصال هاتفي للقيادي في الحركة، عبدول أغ الطاهر، مع مكتب وكالة الأنباء الفرنسية، حيث قال: “لقد نجحنا في الهجوم على أعداء الإسلام في تيساليت، العدو الأساسي للإسلام هي فرنسا والدول التي تعمل معها في أرض الإسلام (شمال مالي)، هم أيضا يعتبرون أعداءنا”. وتعد هذه المرة الأولى منذ السنة الماضية التي تتبنى فيها حركة أنصار الدين هجوما على مواقع عسكرية للقوات الدولية الرابضة في شمال مالي، بعد شريط فيديو ظهر فيه زعيم التنظيم، إياد أغ غالي، توعد فيه بشن حرب مستمرة على القوات الفرنسية. ويأتي تبني أنصار الدين هذه العملية ضد القوات الأممية، قبيل أيام فقط عن استئناف المفاوضات بين حكومة باماكو والفصائل المسلحة في الجزائر، خلال شهر جانفي المقبل، للتوصل إلى التوقيع على الاتفاق النهائي لإنهاء الأزمة السياسية في شمال مالي، ما يعني أن إياد أغ غالي، الموجود على لائحة المطلوبين لدى الأنتربول، أراد إرسال رسالة عن وجود تنظيمه ضمن أوراق التسوية الجارية في المنطقة. وكان وزير الدفاع الفرنسي، جون إيف لودريان، قد أعلن، في حوار نشر، أمس، في جريدة “لوجورنال دوديمانش”، أن إياد أغ غالي متواجد بمعية زعيم “المرابطون”، مختار بلمختار، في جنوب ليبيا الذي تحول، حسب لودريان، إلى معقل للإرهابيين.