احتج المئات من خريجي الجامعات، إثر إقصائهم من مسابقة التوظيف، بسبب عدم تطابق الشهادات التي يحملونها مع تلك المطلوبة من طرف وزارة التربية الوطنية، ورغم علمهم المسبق بالشروط الكاملة للمسابقة، إلا أنهم فضلوا التجمهر أمام مراكز إجراء الامتحان الشفهي، منذ الساعات الأولى من صباح أمس الأربعاء، والدخول في مناوشات مع المشرفين عليها. الإعلان عن قائمة 19 ألف ناجح يوم 22 جوان شهدت ولايات شرق البلاد احتجاج المترشحين على إقصائهم بسبب ”عدم الاعتراف بشهاداتهم في مسابقة التربية”.
ففي ولاية جيجل تم رفض حوالي 130 ملف من مجموع الملفات المودعة، بسبب التخصص، وفي ميلة، شارك أكثر من 17 ألف مترشح في مسابقات التوظيف بقطاع التربية، غير أن المسابقة شهدت عددا من المشاكل التنظيمية، حسبما أكده بعض المترشحين الذين لم يعثروا على أسمائهم. وأوضح مدير التربية لولاية ميلة، محمد الوافي، بأن الأشخاص الذين لم يجدوا أسماءهم هم من الذين تم إقصاؤهم من قبل اللجنة التقنية التي قامت بدراسة الملفات، وعددهم 746 مقصى، لم تستوف ملفاتهم الشروط المطلوبة. من جهة ثانية، تجمّع العديد من المترشحين الحاملين لشهادة العلوم السياسية لجامعة الوادي أمام مديرية التربية، أمس، احتجاجا على إقصائهم من مسابقة التوظيف بقرار من الوزارة. وذكر هؤلاء بأنهم يملكون خبرة لا بأس بها، حيث سبق وأن درّسوا في المتوسط مادتي التاريخ والجغرافيا، لكن استُغني عنهم، فيما تقدم بالولاية 15292 مترشح. وحسب مصالح التربية، فقد تم توزيع المناصب حسب نسب العجز المسجل في الأطوار التربوية المختلفة، حيث حصل التعليم الابتدائي على حصة الأسد ب314 منصب وتسجيل 8031 مترشح، يليه التعليم المتوسط ب149 منصب مقترحة أمام 5233 مترشح، وأخيرا التعليم الثانوي ب76 منصبا وتسجيل 2028 مترشح. وبولايات الوسط التحق بعض المترشحين والذين رفضت ملفاتهم بمركز الإجراء لعدم إدراج تخصصاتهم في منشور قرار فتح المسابقة المرسل من طرف الوزارة الوصية، وذلك بالنسبة لبعض الفروع كعلوم الطبيعة والحياة، بيوتكنولوجيا، علوم زراعية وعلوم فلاحية، حيث شهد مركز الإجراء بالنسبة للمترشحين لرتبة أستاذ ثانوي، بمدرسة الإخوة عدادة بتيبازة، التحاق بعض من رفضت ملفاتهم من طرف اللجنة، لعدم وصولهم قرار الرفض عن طريق البريد. ”اخترت التدريس بسبب الأموال.. وأُهشّم رأس التلميذ إذا أخطأ”! ولقد تمحورت الأسئلة الشفوية التي تم طرحها في المسابقة حول كيفية تعامل الأستاذ المستقبلي مع التلميذ، خاصة المشاغب، وعن سبب اختيار مهنة التعليم، وبعض الأسئلة الأخرى التقنية والمتعلقة بالثقافة العامة، على غرار تعريف المقاربة بالكفاءات، غير أن أجوبة الكثير من المترشحين كانت غريبة، مثل: ”دخلت سلك التعليم لأنهم يستفيدون من أجرة مرتفعة! وأقابل التلميذ الذي يثير المشاكل في القسم بتهشيم رأسه! كما رد أحد المترشحين على سؤال خاص برأيه في إصلاحات قطاع التربية بالتعليق ”حاج موسى، موسى الحاج”! وأصدرت، أمس، وزارة التربية بيانا شددت فيه على ضرورة التقيّد بقوانين المسابقة، إضافة إلى ضرورة تحلي اللجان بالجدية القصوى والالتزام بالتنظيم ساري المفعول، والحفاظ على الوقت الثمين المكتسب من خلال التنظيم المبكر لهذه العملية بالإعلان عن النتائج في الوقت المحدد لها، بعد الانتهاء من عمليات التدقيق مع المفتشيات الولائية للوظيفة العمومية، ثم المباشرة الفورية للعمليات الإدارية والتنظيمية، وكذا تلك المتعلقة بالتكوين أو التأشيرة حسب الحالة، علما أن الوزارة الوصية حددت تاريخ الإعلان عن قائمة ال19 ألف ناجح في المسابقة في 22 جوان المقبل.