طالب نواب إسلاميون بالمجلس الشعبي الوطني، أمس، خلال نقاش حول مشاريع قوانين تتضمن استحداث أوسمة عسكرية، بانسحاب الجيش من السياسة، واحتجوا على الغياب المتكرر لوزير الدفاع الوطني وممثليه عن جلسات البرلمان. غير أن ممثل الحكومة وزير العلاقات مع البرلمان، الطاهر خاوة، التمس الأعذار، وقال إن غياب الفريق أحمد ڤايد صالح يعود لانشغاله بمتابعة التداعيات الأمنية الخطيرة التي تواجه الجزائر. أبرز البرلماني بودبوز عبد الغني، عن تكتل الجزائر الخضراء، في تدخله، أن مكان الجيش في الثكنات، مضيفا: “في الدول الديمقراطية، السيطرة على القوات المسلحة تكون مدنية والقرار السياسي فيها للسياسي، والقرار العسكري للعسكري”. متسائلا: “هل هناك بلد تدخل فيه الجيش في السياسة ونجا؟”. واحتج البرلماني على غياب وزير الدفاع أو من ينوب عنه، وقال: “أين هو ممثل الحكومة نائب وزير الدفاع، لماذا لا يحضر في المجلس أمام النواب؟ لماذا يتعالى بعض الوزراء على المجلس”؟ واستلم النائب عبد القادر بلعربي المشعل عنه مبديا “أسفه لعدم حضور نائب وزير الدفاع أمام النواب لعرض هذه المشاريع، وغيابه عن مراسم افتتاح الدورات البرلمانية أو اختتامها”. وركز النائب ناصر حمدادوش على غياب وزير الدفاع ونائبه، سواء في عرض مخطط عمل الحكومة أو الحضور للإجابة عن الأسئلة الشفوية أو عرض مشاريع القوانين المتعلقة بوزارة الدفاع، وتساءل عن “أسباب عدم خضوع وزير الدفاع والوزارة للرقابة البرلمانية واحترام الدستور ومؤسسات الدولة”. ولم يتقبل حمدادوش تفسير وزير العلاقات مع البرلمان لأسباب غياب نائب وزير الدفاع، أي الظروف المحيطة بالبلاد وأن الحضور العملياتي في مكافحة الإرهاب يتطلب يقظته. وأشاد رئيس كتلة حزب العمال، جلول جودي، ب”عدم انخراط الجزائر في أي تدخلات عسكرية خارج الحدود، بالرغم من الضغوط التي مورست عليها في هذا المجال”.. وأشاد رئيس كتلة الأفالان، محمد جميعي، ب”تضحيات أبناء الجيش لاسيما خلال فترة التسعينات من القرن الماضي، بوقوفهم في وجه الإرهاب وتصديهم له”. وتبعه النائب لياس سعدي، نائب جبهة التحرير الوطني والمقرب من أمين عام الأفالان، وقال: “لولا نزاز والتوفيق وعماري لأصبحنا اليوم أسوأ من ليبيا”، في إشارة إلى موقف قادة الجيش من “الفيس” مطلع التسعينات. واحتج البرلماني في تدخله على تخلف الحكومة في الرد على قرابة 300 سؤال شفوي، فيما انتقدت البرلمانية مريم دراجي، تسمية الشرق الأوسط في مشروع القانون المتعلق بوسام المشاركة في حربي الشرق الأوسط 73/76 ودعت لتغيير التسمية إلى إحداث وسام مشاركة الجيش في الحرب ضد الاحتلال الإسرائيلي من أجل تحرير فلسطين.. واعتبر الوزير خاوة أن هذه الأوسمة “من شأنها أن تعطي نفسا جديدا لأبناء هذه المؤسسة”، مذكرا أن المنطقة تعيش ظروفا خاصة تتسم ب”عدم الاستقرار وبالحرب ضد الإرهاب”.