اتهم وزير الداخلية التونسي، ناجم الغرسلي، أطرفا لم يسمها بمحاولة افتعال حالة فراغ أمني للسماح للإرهابيين بتنفيذ عملية سوسة، فيما بدأت تونس في تنفيذ إجراء احترازي يمنع الأقل من 35 سنة من السفر الى الخارج. قال الغرسلي في تصريح للصحفيين، على هامش اجتماع مشترك مع وزيرة السياحة سلمى اللومي: “الفراغ الأمني كان هدفا مقصودا للعديد من الأطراف، للسماح للإرهابيين والمجرمين بالقيام بما قاموا به في سوسة”، مشيرا إلى الأطراف التي تقف وراء حرق المراكز الأمنية وخلق حالة فراغ أمني في أكثر من منطقة في تونس، موضحا أن التحقيقات مازالت مستمرة بشأن عملية سوسة ولا يمكن الكشف عنها مبكرا. وأقر الوزير الغرسلي بوجود خلل في التنسيق بين أمن الفندق والأمن، مشيرا إلى أنه كان يمكن تفادي هذه الحصيلة وقتل الإرهابي بعد وقوع الضحية الثالثة أو الرابعة، كما عبر عن استيائه بطريقة إبلاغه بالعملية، حيث اتصلت به صاحبة الفندق النائب في البرلمان زهرة إدريس على هاتفه الشخصي، دون أن يبلغ عبر القنوات الأمنية. وأكد الوزير الغرسلي أن عزم السلطات التونسية العودة إلى العمل ب”المخبرين”، وأعلن تجنيد ألف عون أمن مخصصين لتأمين الفنادق والمنتجعات السياحية. من جانبها قالت وزيرة السياحة التونسية، سلمى اللومي، إنها ستعقد غدا الثلاثاء اجتماعا مع السفراء المعتمدين في تونس لتوضيح الموقف وتوضيح الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الحكومة لتأمين السياح والمناطق السياحية، وثمّنت اللومي موقف فرنسا وألمانيا وبريطانيا التي لم تدع مواطنيها للامتناع عن زيارة تونس. من جهته قال رئيس حركة النهضة، راشد الغنوشي، إن تونس تخوض معركة وجود ضد الإرهاب. وذكر الغنوشي في مؤتمر صحفي أن الإرهاب يستهدف إهدار التجربة الديمقراطية في تونس، “الإرهاب يستهدف الثورة وحرية التونسيين واقتصادهم وبناءهم الديمقراطي”، مشددا على رفض الحركة أي محاولة من أطراف سياسية أو رسمية استغلال العمليات الإرهابية لتصفية الحسابات السياسية، وقال “نرفض أي ضرب من ضروب التوظيف السياسي لتبعات الأعمال الإرهابية وهجوم سوسة”. ودعا الغنوشي إلى الوحدة الوطنية وإلى استراتيجية وطنية لمقاومة الإرهاب يتم وضعها من خلال حوار وطني. وفي سياق التدابير الأمنية لمنع تجنيد التنظيمات الإرهابية للشباب التونسي، بدأ العمل في تونس بمنع الشباب الأقل من 35 سنة من السفر إلى الخارج، دون وجود أسباب واضحة، وهو القرار الذي يأتي على خلفية استدراج داعش في ليبيا وسوريا للمئات من الشباب التونسي.