أعلن وزير الداخلية التونسي، محمد ناجم الغرسلي، أمس، أنه سيتم نشر 1000 رجل أمن داخل وخارج المنشآت السياحية في تونس. ويأتي هذا الإجراء عقب إعلان المندوبية الجهوية للسياحة بمدينة سوسةالتونسية، أن نحو 2800 سائح أجنبي غادروا تونس في الساعات القليلة الماضية بعد الهجوم على فندق بسوسة يوم الجمعة، والذي خلف حسب وزارة الصحة العمومية 39 قتيلا وعشرات الجرحى غالبيتهم من السياح الأجانب. قال الغرسلي خلال لقائه، أمس، مع وزيرة السياحة سلمى اللومي، وكاتب الدولة المكلف بالشؤون الأمنية رفيق الشلي، إن هذا الإجراء يتخذ لأول مرة في تونس وهو يجسد قرار رئيس الحكومة الحبيب الصيد والمتعلق بحماية المنشآت السياحية والشواطئ والسياح بوحدات مسلحة. يأتي هذا الإجراء في وقت أكدت فيه مسؤولة المندوبية الجهوية للسياحة، بمدينة سوسةالتونسية، أن السياح البريطانيين والبلجيكيين، غادروا تونس على متن 10 رحلات جوية، مضيفة أن 420 سائح إنجليزي قطعوا إجازتهم بالفندق الذي كان مسرحا للهجوم. كما حذرت بريطانيا من أن متشددين إسلاميين قد يشنون المزيد من الهجمات على المنتجعات السياحية بعد مقتل ما لا يقل عن 15 بريطانيا في أسوأ هجوم من نوعه في تاريخ تونس الحديث. ويأتي هذا الهجوم بسوسة بعد عشرة أيام من عمليتين إرهابيتين، وسط وشمال البلاد، أدتا إلى مقتل أربعة من رجال قوات الأمن، لتقرر إثرهما الهيئتان العسكرية والأمنية في تونس المرور إلى السرعة القصوى في تنسيق تدخلاتهما. وقد أثارت العملية الإجرامية مخاوف كبيرة لدى العاملين بالقطاع السياحي في تونس، خاصة في ظل قطع المئات من السياح إجازاتهم التي يقضونها في تونس ومغادرتها والعودة إلى بلدانهم، وكذلك قرار العديد من وكالات السفر التوقف عن إيفاد السياح إلى تونس، علما بأن القطاع ما زال يعاني من مضاعفات العملية المماثلة التي استهدفت في 18 مارس الماضي متحف ”باردو” في ضواحي غربي تونس العاصمة وخلفت هي الأخرى العشرات بين قتلى وجرحى في صفوف السياح الأجانب. أحمد منصور: الهجوم الإرهابي لن يؤثر بشكل كبير على السياحة في تونس وفي هذا الصدد، قال الخبير الاقتصادي ورئيس الحزب الدستوري التونسي، أحمد منصور، في تصريح ل”الفجر”، إنه لا يتوقع أن يؤثر الهجوم الإرهابي على فندق سوسة بشكل كبير على السياحة في تونس، مشير إلى سنوات الجمر التي مرت بها الجزائر، وقال ”أنا شخصينا كنت أزور الجزائر في التسعينيات ولاحظت تواجد أشخاص من مختلف الجنسيات، الفرنسية والأمريكية والصينية، رغم أن العديد من الدول الأجنبية كانت تحذر رعاياها من السفر إلى هذا البلد الشقيق”. وفي رده على سؤال ”الفجر” حول الحملة التضامنية الكبيرة التي قام بها جزائريون على مواقع التواصل الاجتماعي مع تونس وتوعدوا بالرد على الهجوم بإنعاش السياحة في هذا البلد الشقيق؟ قال أحمد منصور إن التضامن الجزائري لا يمكن أن نشكك فيه، لأن هذا من البديهيات والثوابت، مضيفا أن التضامن الجزائريالتونسي لا يمكن أن يضعف أمام العمليات الإرهابية، مؤكدا أن المستهدف من الهجوم هو الجزائر وأن تونس تعتبر منطقة عبور لتنفيذ أجندات ومخططات أجنبية تستهدف الجزائر. مولدي الفاهم: الاعتداء على أهم منطقة سياحية في تونس ضربة موجعة للاقتصاد وفي ذات السياق، اتهم القيادي بالحزب الجمهوري التونسي، مولدي الفاهم، في تصريح ل”الفجر”، كلا من قطر، فرنسا والولايات المتحدةالأمريكية بالوقوف وراء ما يحدث في المنطقة، بالرغم من إعرابهم عن التضامن الكامل ضد الهجوم الذي استهدف منتجعا سياحيا بتونس، مؤكدا تورط هذه الدول في دعم التنظيمات الإرهابية كالقاعدة، طالبان وداعش. وجزم ذات المصدر أن هناك مخططات أجنبية لا تريد الخير للجزائر وتونس، كما ثمّن الموقف الرسمي الجزائري، وموقف الشعب الذي أعلن عن تضامنه مع الشعب التونسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي. من جهة أخرى، وصف مولدي الفاهم الاعتداء على أهم منطقة سياحية في تونس بالضربة الموجعة للاقتصاد، نظرا لأهمية قطاع السياحة، حيث تأتي مداخيله في المرتبة الثانية من مداخيل الدولة، داعيا السلطات العليا في البلاد إلى تغيير نمط الاستثمار والاعتماد على مجالات أخرى.