تعرف محلات بيع التوابل والبهارات بزقاق برمضان بمدينة بسكرة، منذ حلول الشهر الكريم، فبمجرد أن تقتحم هذه السوق التي تعد متنفس “البسكريات” نظرا للانتشار الملفت لمحلات بيع كل ما تشتهيه النسوة، حتى تلاحظ الطوابير أمام محلات بيع التوابل بمختلف أنواعها و«الفريك” التي تعج بالزبائن. في هكذا محلات، الكل ينتظر دوره ولا مجال لكثرة الحديث أو الإطالة في شرح الطلبيات، حتى أن اقتطاع بضع دقائق من صاحب المحل لمعرفة ما تطلبه المرأة في هذه المنطقة أمر صعب تلبيته وممنوع، لأنه لا وقت لديهم نظرا لكثرة الزبائن الذين غص بهم المحل. لكن أحدهم “تكرم” علينا وقال إن الطلب الأكبر يكون على “الفريك” لإعداد الشربة، والفلفل بنوعيه الحار والعادي ومستلزمات طهي الطاجين “عين بقرة مجففة” وتوابل المرق الأبيض كالفلفل الأكحل والزعفران ونجمة الأرض والكركم “العرق الأصفر”. أما رأس الحانوت فيتضمن، حسب البائع، خلطة تتشكل من 13 نوعا منها القصبر، الكروية، حبة حلاوة، البسباس، القنطس، الورد، القرفة والزعفران وغيرها. سألنا أحد العارفات عن سر التهافت، خاصة أن هذه المواد مطلوبة في ولايات أخرى وزائري بسكرة لا يفوتون فرصة شرائها، فتلخص الجواب في جودتها، فهي مستخلصة من المنتوج الفلاحي، حيث تعد هذه الجهة سلة الغذاء في الجزائر، ناهيك عن طريقة إعدادها حتى تكون جاهزة للاستغلال. سيدة أخرى وجدناها في المحل أكدت أن المرأة تفضل اقتناء هذه المواد بنفسها نظرا لدرايتها بما يتطلبه مطبخها، مشيرة إلى أنه في السابق كان يتم تحضير رأس الحانوت والفلفل الأكحل والكمون والكروية في البيت وطحنها بالمطحنة التقليدية بعد تصفيتها وتنقيتها، عادة تقول إنها ورثتها عن والدتها، لكن اليوم أصبح كل شيء جاهز والوقت لا يسمح بذلك. أما مادة الفريك التي تشتهر بها مناطق كزريبة الوادي والفيض أو ناحية الدوسن والوطاية، فيقتنيها البعض من مصدرها، على أن يقوم بطحنها في بعض المطاحن التي مازالت تمارس هذا النشاط.