دخل التحالف الحكومي في تونس امتحانا جديا مع قرب الإعلان عن تعيينات الولاة والمعتمديات (الدوائر) في تونس، فيما أعلنت وزارة الداخلية توقيف دفعة جديدة من المجندين الجدد في صفوف الجماعات الإرهابية. لم يصدر تهديد رسمي من حركة النهضة بشأن فك الارتباط مع الائتلاف الحاكم، في حال عدم شمول إطاراتها التعيينات الجديدة للولاة والمعتمدين، لكن تقارير عديدة أشارت إلى أن حركة النهضة مصرة على الفوز بحصة جدية في هذه التعيينات المحلية، بعدما كانت قبلت بحصة ضئيلة في الحكومة بوزير واحد وثلاثة كتاب دولة، ودفع ذلك رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، للنزول إلى مقر حركة النهضة للاجتماع برئيس الحركة، راشد الغنوشي، تلافيا لأي عواقب سياسية غير محمودة. وقلل الغنوشي، بحسب بيان صادر عن الحركة، من حالة التشنج التي رسمتها وسائل الإعلام، وقال إنه أكد لرئيس الحكومة دعم سياساته. وأوضح الغنوشي فيما يتعلق بتعيينات الولاة، بأن النهضة ستقدم مقترحاتها إلى رئيس الحكومة، وله بعدها أن يقرر ذلك، لافتا إلى أن النهضة تميل إلى اعتماد معيار الكفاءة في التعيينات على حساب أي معطى آخر يتعلق بالانتماء السياسي. وترتبط أهمية التعيينات في مناصب الولاة في تونس هذه المرة مع قرب إعلان موعد الانتخابات البلدية التي ستجري السنة المقبلة، وهي انتخابات ستكون مؤشرا جديدا وجديا لمستويات القبول الشعبي بالنسبة لأكثر من حزب سياسي في تونس، خاصة بالنسبة لحركة النهضة بعد فترة ثلاث سنوات من حكمها، وبالنسبة لحزب نداء تونس بعد سنة من حكمه شهدت فيها البلاد مشكلات مفصلية. وفي سياق آخر، اعتقلت قوات الحرس الوطني التونسية 12 شخصا، في منطقة مدنين جنوبي البلاد، عندما كانوا يحاولون التسلل إلى ليبيا للالتحاق بالمجموعات الإرهابية التي تنشط هناك، وقال بيان لوزارة الداخلية التونسية “إن وحدات الحرس الوطني بمدنين قامت بتوقيف 12 شخصا من بينهم امرأة كانوا على متن حافلة نقل عمومي بعد ورود معلومات استخباراتية مفادها اعتزام مجموعة إرهابية من منطقة جبنيانة بولاية صفاقس الانتقال إلى ليبيا للالتحاق بالمجموعات الإرهابية هناك”. وأكد البيان أن “الموقوفين أدلوا باعترافات أولية تفيد بعزمهم التسلل إلى ليبيا بمساعدة مهرب من منطقة مدنين بالتنسيق مع عنصر إرهابي تونسي موجود بليبيا”. وقبل أسبوعين نجح 30 شخصا، بينهم طيار في الجيش، ينحدرون من منطقة بن قردان، في العبور إلى ليبيا والوصول إلى معاقل التنظيم الإرهابي داعش، واضطرت السلطات التونسية إلى مباشرة بناء ساتر ترابي وخنادق على طول مسافة 222 كيلومتر على الحدود مع ليبيا، لمنع تسلل المجندين الجدد والإرهابيين وتهريب الأسلحة من وإلى تونس. وتعتبر رئيسة مركز الدراسات الأمنية في تونس، بدرة قعول، أن استمرار تدفق المجندين الجدد إلى ليبيا من تونس، يؤكد أن مجموعة من الخلايا النائمة التابعة للتنظيمات الإرهابية، مازالت تنشط في تونس، ومازالت لديها القدرة على استقطاب مزيد من الشباب المغرر بهم.