أعلنت الحكومة المصرية وشركة الطاقة الإيطالية “إيني” عن اكتشاف أكبر حقل غاز في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية، حيث من المتوقع أن يشكل الاكتشاف تحولا في استراتيجية الطاقة المصرية، وقد يوفر لمصر احتياطيات عملاقة من الغاز، وسط ترحيب وارتياح مصري شعبي ورسمي، وصدمة واستياء لدى الكيان الصهيوني الذي كان يعتزم بيع الغاز المكتشف حديثا للقاهرة، لسد احتياجاتها من الغاز لتوليد الطاقة. قالت القاهرة إن الحقل الضخم للغاز الذي تم اكتشافه، سيحقق تحولا محوريا في سيناريو الطاقة لديها، وأكدت أن هذا الاكتشاف يفتح آفاقا جديدة لاكتشافات أخرى ويسهم في جذب المزيد من الاستثمارات لتكثيف عمليات البحث والاستكشاف لدعم الاحتياطيات وزيادة معدلات الإنتاج. وكانت شركة إيطالية تعمل في التنقيب عن الغاز الطبيعي، قد أعلنت أنها اكتشفت حقلا ضخما للغاز في المياه الإقليمية المصرية بالبحر المتوسط، وسيكون هذا الحقل من أكبر الاكتشافات الغازية على مستوى العالم بما سيساعد في تلبية احتياجات مصر من الغاز لعقود مقبلة. ويتضمن الكشف الغازي الجديد احتياطيات أصلية تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي (تعادل حوالي 5.5 مليار برميل من النفط) ويغطي مساحة تصل إلى 100 كيلومتر مربع، وبذلك يصبح أكبر كشف يتحقق في مصر وفي مياه البحر المتوسط.
تابعونا على صفحة "الخبر" في "غوغل+"
إلى ذلك، أبدى الدكتور إبراهيم زهران، خبير البترول الدولي، سعادته من هذا الاكتشاف الذي قال إنه سيسد تماما احتياجات مصر من الطاقة، ولن تلجأ للاستيراد مجددا من أي دولة، لافتا إلى أن هذا الكشف للغاز يعتبر من أكبر حقول الغاز في العالم، وسيكون مصدرا مهما للمصريين. وأوضح خبير البترول الدولي في تصريح ل”الخبر”، بأن هذا الكشف سيشجع المستثمرين على ضخ أموالهم في مصر، وأنه سيكون للقاهرة ترتيب ضمن الدول البترولية السبع، بعد الجزائر التي تحتل المرتبة السابعة عالميا بعد إيران وروسيا وقطر وإندونسيا ونيجيريا وأنغولا. وفي السياق، أكدت الشركة القابضة للغازات الطبيعية المصرية “إيجاس”، أنه سيتم بدء الإنتاج الكلي من الاكتشاف خلال ثلاث سنوات، وأوضحت أن مصر لن تنتظر عملية بدء الإنتاج الكلي وستتخذ إجراءات عاجلة لتقليل المدة الزمنية وبدء الإنتاج على مراحل، حيث إن الشركة الإيطالية حددت فترة 4 سنوات لبدء استغلال الكشف الغازي، وكشفت “إيجاس” أن نسبة مصر في هذا الكشف تزيد عن ال60 % وتتزايد بعد ذلك. وفي وقت تعم فيه الفرحة الشارع المصري الذي يأمل بأن تخرج بلاده من جملة المشاكل التي يتخبط فيها، منذ ثورة 25 جانفي 2011، التي أطاحت بنظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، وسعي الحكومة لدفع ديونها لدى الشركات الأجنبية العاملة في مجال الطاقة، والتقليل من أزمة انقطاع التيار الكهربائي، ذكرت تقارير إعلامية عبرية، بأن الكيان الصهيوني أصيب بصدمة كبيرة، بعد إعلان شركة “إيني” الإيطالية عن أكبر كشف للغاز الطبيعي في المياه العميقة بالبحر المتوسط، حيث إن مصر لن تعتمد في الفترة المقبلة على الغاز الطبيعي الإسرائيلي المكتشف حديثًا، والتي كانت تنوي شراءه لسد احتياجاتها من الغاز لتوليد الكهرباء.