كشف تقرير منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” عن تراجع كبير لمعدل سعر النفط الجزائري “صحاري بلند”، ما بين جويلية وأوت، حيث فقد البرميل الجزائري حوالي 9 دولارات، ليقدر المتوسط العام، إلى غاية نهاية أوت 2015، بحوالي 56,36 دولار، بينما كان المتوسط العام، السنة الماضية، يقدر بقرابة 100 دولار للبرميل. وأفاد تقرير المنظمة بأن معدل سعر النفط الجزائري بلغ 56,34 دولار في جويلية، مقابل 47,17 دولار في أوت، بنسبة تراجع بلغت 9,17 في المائة، وأدى هذا الانخفاض إلى تدني معدل سعر النفط الجزائري إلى مستوى 56,36 دولار للبرميل، بينما كان المعدل العام في تقرير أوت الماضي بالنسبة للنفط الجزائري يقدر ب57,84 دولار للبرميل، أي أن المعدل العام فقد، في ظرف شهر واحد، قرابة 1,5 دولار، بينما فقد المتوسط العام للنفط الجزائري حوالي 43 دولارا ما بين العام الماضي والسنة الحالية، ما يعكس حجم التراجع المسجل بالنسبة للبترول الجزائري الذي يبقى من بين النفوط الأكثر طلبا في السوق مع البترول الليبي “سيدر” والنيجيري “بوني لايت” والإماراتي “موربان”. في نفس السياق، كشف نفس التقرير عن تقلص الرسوم المفروضة لصالح البترول الجزائري “صحاري بلند” مقارنة بمؤشر برنت بحر الشمال، حيث بلغ إلى نهاية أوت 2015، حوالي 27 سنتا، إذ بلغ متوسط سعر البترول وفقا لمؤشر برنت بحر الشمال 56,36 دولار، مقابل 56,53 دولار للبرميل بالنسبة للنفط الجزائري. بينما سجل النفط الإماراتي “موربان” أعلى مستوى ضمن سلة “أوبك” ب57,93 دولار للبرميل، ثم النفط النيجيري الخفيف “بوني لايت” بمتوسط يقدر ب56,98 دولار للبرميل، رغم انخفاضه، نتيجة تأثره بانكماش الطلب عليه من السوق الآسيوية. على صعيد متصل، أبان التقرير عن استقرار إنتاج النفط الجزائري، بعد أن تراجع في جويلية الماضي، حيث انخفض إلى 1,100 مليون برميل يوميا، بينما تحسن مستوى الإنتاج نسبيا في أوت إلى 1,109 مليون برميل يوميا، في وقت كان إنتاج البترول الجزائري يقدر ب1,104 مليون برميل يوميا في جوان الماضي، ويبقى الإنتاج الجزائري بعيدا عن مستوى 2012 حيث بلغ 1,20 مليون برميل يوميا. على صعيد آخر، تبقى العديد من بلدان “أوبك” لا تحترم التزاماتها وتتجاوز حصص إنتاجها، حيث فاق سقف إنتاج المنظمة 31,54 مليون برميل يوميا، أي بتجاوز قدره 1,5 مليون برميل يوميا مقارنة بسقف الإنتاج، ويتضح أن السعودية ماضية قدما في مجال تكثيف قدرات إنتاجها التي بلغت، في أوت المنصرم، 10,362 مليون برميل يوميا، كما يلاحظ مضاعفة قدرات إنتاج النفط العراقي التي بلغت 4,062 مليون برميل يوميا، وهي من أعلى المستويات بالنسبة للعراق منذ الثمانينات. وتساهم هذه الوضعية في تسجيل وفرة وفائض في العرض البترولي، وبالتالي تساهم في بقاء أسعار البترول متدنية خلال السنة الحالية، وحتى المقبلة، لاسيما وأن دولا خارج أوبك أيضا، منها روسيا، تنتج بأقصى قدراتها، وتساهم في تسجيل فائض في العرض في السوق الدولية يفوق 2,5 مليون برميل يوميا. في وقت يعرف الطلب العالمي على البترول انكماشا على خلفية تباطؤ النمو الصيني واستقرار النمو في الولاياتالمتحدة، هذه الأخيرة عازمة على تطوير إنتاج النفط الصخري ليصبح بديلا للبترول التقليدي. وهو عامل إضافي يساهم في انهيار الأسعار.