يعاني مسلمو فرنسا الأمرّين من أجل حجز مكان لهم للقيام بعملية نحر أضحية العيد، الأمر الذي يدخلهم في جهاد وصراع مع الزمن للتمسك بالجذور ومعالم الديانة الإسلامية أمام القوانين الفرنسية الصارمة التي تمنع منعا باتا النحر العشوائي أو داخل المنازل، ما يدفع الجمعيات الناشطة إلى التحرك بغية إيجاد حلول ناجعة لتخفيف العناء عن إخوانهم المسلمين بفرنسا وإرضائهم باقتراح جملة من التدابير عليهم، تطرقت إليها “الخبر” بالتفصيل مع تسليط الضوء على التجاوزات التي تصدر من قِبل بعض الجزارين وبائعي اللحوم الذين يوهمون الزبائن بأن تلك اللحوم هي أضاحي عيد وتم نحرها بعد الصلاة، وهي في الأساس لحوم عادية مذبوحة منذ فترة طويلة قبل العيد قد تصل إلى شهر سعيا منهم إلى الكسب السريع. وكل هذه الصراعات يتخبط فيها مسلمو فرنسا الذين في الأصل يطمحون لإيجاد نكهة عيد الأضحى بنفحات دينية بعيدة عن مرارة الغربة التي تخلو من أي مذاق، لكن قريبا وفي المستقبل سوف ينجح شباب فرنسا المسلم الواعد في رفع التحدي وجعل الجالية المسلمة تحتفل بعيد الأضحى كباق الأمين العام لاتحاد الجمعيات المسلمة بباريس، أمحمد هنيش، ل “الخبر” التمسك بإحياء سنة عيد الأضحى تحت ضغوط بروتوكولية تتحمل أوروبا مسؤوليتها قال الأمين العام لدى اتحاد الجمعيات المسلمة بمقاطعة 93 بسان سانت دوني بباريس، أمحمد هنيش، ل«الخبر”، إن الاتحاد اعتمد لأول مرة هذه السنة مبادرة خارج فرنسا لاقتناء أضاحي عيد الأضحى والتوجه إلى إبرام عقد مع شركة “سرتا” لصاحبها بولوني من أصول جزائرية، حيث تتكفل الشركة بعملية التوزيع والذبح مباشرة بعد صلاة العيد بباريس وبالتحديد بسان سانت دوني، حيث تجري التحضيرات على قدم وساق لضبط آخر الروتوشات مع المذابح، بعدما تم غلق قائمة الراغبين في شراء الأضاحي لحد الآن بالتنسيق مع 10 مساجد من أصل 30 مسجدا تابعا إلى الاتحاد من أجل اقتناء ألف أضحية عيد أضحى من بولونيا لتجنب المضاربة في الأسعار بفرنسا، وتتراوح الأضحية ما بين 220 و260 أورو، في حين يبلغ ثمنها ببولونيا 190 أورو، بما فيها تكاليف عملية النحر والنقل في اليوم الأول من عيد الأضحى. معاناة في إيجاد أمكنة للنحر وأضاف المتحدث أن اتحاد الجمعيات المسلمة يسعى إلى الحفاظ على هذه السنة والتمسك بها بديار الغربة خوفا عليها من الزوال تحت ضغوط بروتوكولية تتحمل مسؤوليتها أوروبا كاملة، خاصة أن أعضاء الجالية يعانون في فرنسا، لاسيما في سان سانت دوني، من مشكلة إيجاد مكان تتم فيه عملية النحر، مشيرا: “وليست سان سانت دوني لوحدها فقط من تعاني من أصل المقاطعات الثمانية التابعة لمنطقة “إيل دوفرانس”، إذ تواجه باريس المشكلة نفسها، لكن ربما يتم تفهم الأمر وتبقى دائما العاصمة ويستحيل القيام بذلك، لكن بالنسبة للمقاطعة 93 (سان سانت دوني) فهذه الأخيرة تتميز بأكبر كثافة سكانية لمختلف الجاليات المسلمة، وأصبحت محرومة منذ 12 سنة من مذابح باستثناء تلك المخصصة للدجاج ما صعب المهمة أمام أعضاء الجالية المسلمة في اتباع سنتها”.
تابعونا على صفحة "الخبر" في "غوغل+"
التنقل إلى المناطق المجاورة التي لا تستطيع تلبية الحاجة هذا الواقع يدفع مسلمي المقاطعة إلى مناطق أخرى، “مولين” بالدائرة 77 ومنطقة 95 ب«فال دواز”، حيث توجد بكل واحدة منهما مذابح للنحر، فيما تضم كلا من منطقتي 94 ب«كريتاي” و98 ب«إيفلين” في فرساي مذبحين اثنين، لكن هذه المناطق لا تستطيع تلبية حاجات سكان المناطق المجاورة كسان سانت دوني مثلا أو باريس، فبالكاد تغطي طلبات الزبائن الموجودين على مستوى مقاطعاتها التي تحجز مكانها شهرا قبل حلول عيد الأضحى، ويستحيل الظفر بمكان عند اقتراب يومي العيد بالرغم من محاولة بعض المحافظين تقديم المساعدة، كما هو الحال بالنسبة إلى محافظ المنطقة بدائرة 94 “كريتاي”، حيث يسمح هذا الأخير في كل سنة بفتح مسلخ الدجاج الكائن بالدائرة أمام عملية النحر أيام العيد الثلاثة لمسلمي فرنسا. أوروبا تصدر قانون “الرأفة بالحيوان وحمايته” وتمنع النحر العشوائي منذ صدور القانون الأوروبي ببروكسل الرامي إلى حماية الحيوانات تم منع عمليات النحر العشوائية وتوكيل مهمتها إلى المذابح فقط، وذلك “رأفة بالحيوان”، لكن بالرغم من ذلك لم تقم فرنسا بتطبيق ذلك مباشرة وإنما بصفة تدريجية، حيث سمحت بتوفير مذابح متنقلة إلى أن صدر قانون ثان يمنع منعا باتا أخذ الماشية إلى المنزل، بما فيها البلديات التي أصبحت تجد نفسها في حرج أمام مسلمي المنطقة. عيد الأضحى بمثابة “نوويل” للموّالين بفرنسا ويعد عيد الأضحى في فرنسا بمثابة أيام الاحتفال بعيد المسيح “نوويل” وينتظره المزارع والموّال الفرنسي بشغف وعلى أحر من الجمر، لتيقنه بأنه سوف يجني ثلث ما يربحه في السنة، يقول الأمين العام لدى اتحاد الجمعيات المسلمة بباريس. من جهة أخرى، سبق أن تم الدخول في تجربة مميزة بالتعاقد مع المراكز التجارية الفرنسية الكبرى (“كارفور” و«أوشان” و«لوكلير”) لمدة سنتين بالتنسيق مع محافظ المقاطعة 93 من أجل شراء أضاحي العيد والسهر على نحرها بعد صلاة العيد، وفقا لما تقتضيه الشريعة الإسلامية مع تسخير أعوان مراقبين على العملية يشرف عليها كل مسجد قريب من المركز التجاري. وهذه العملية التي كانت ناجحة بالنظر للتنافس الشديد الذي كان بين هذه المراكز التي كانت تطلق حملات إشهارية في كل مكان لجذب المسلمين وإغرائهم بأثمان زهيدة تتراوح مابين 150 أورو و170 أورو، إلا أن اتحاد الجمعيات المسلمة 93 بسان سانت دوني فسخ العقد معها عقب تغيير هذه المراكز التجارية، على رأسها “كارفور”، أماكن الذبح خارج فرنسا بإيرلندا وبولونيا مع تحميل مصاريف تنقل المراقبين “حلال” على اتحاد الجمعيات المسلمة، يفيد أمحمد هنيش. وبعد إلغاء هذا التعاقد تم اعتماد طريقة أخرى لا يزال العمل بها ساري المفعول، تتمثل في الاتفاق مع موّالين من منطقة نورموندي، حيث يتم من هناك اقتناء عدد الأضاحي حسب طلب أعضاء الجالية المسلمة القاطنة بسان سانت دوني، ثم يتم إرسال فريق تابع لإحدى مساجد الاتحاد بعد صلاة العيد للوقوف على عملية النحر ومراقبتها. وحتى يكون هناك نوع من التنظيم، فإن عملية النحر تكون حسب النية وتتم باسم كل شخص، فيما ترفق الأضحية برقم بهدف تجنب الخلط في اختيار الأضاحي، فكل أضحية تنحر باسم فلان حسب قائمة المشترين وهو ما أسرّ أعضاء الجالية المسلمة. وأبدى أمحمد هنيش ارتياحه لتعميم هذه المبادرة على مختلف المساجد التابعة للاتحاد، حيث تذهب وراء كل عملية شراء أضحية مبالغ ما بين 10 أورو إلى 20 أورو إلى خزينة كل مسجد يتبرع بها صاحب الأضحية، إلى جانب ترك هؤلاء أجزاء من الأضاحي من أجل توزيعها على المحتاجين، بالإضافة إلى المبلغ الذي يتحصل عليه المسجد بعد كل عيد أضحى ويتراوح ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف أورو. مسيّر “جزارة أوروبا” سمير بوقربة “نحرص على عملية النحر بعد صلاة العيد بكل أمانة” أفاد مسيّر “جزارة أوروبا حلال” سمير بوقربة ل«الخبر” بأنه لم يتم غلق قائمة الزبائن الراغبين في اقتناء أضاحي عيد الأضحى بعد على مستوى جزارته، بحكم أن هناك دائما بعض الزبائن الذين يأتون في آخر لحظة. علما أن الأوائل سبق وأن حجزوا الأضاحي منذ شهر، حيث يترقب هذا الأخير غلق القائمة عند عدد 150 أضحية بعدما بلغ عدد الطلبات للسنة الفارطة 130 رأس. وقال المتحدث بأنه يضمن لكل زبائنه عملية النحر مباشرة بعد صلاة عيد الأضحى وفاء منه لهم، خاصة أنه يوجد البعض من نظرائه بباريس ممن يخل بواجباته نحو الزبائن ولا يخشون اللّه ويوهمونهم بأن عملية النحر تمت في وقتها الشرعي، مع أنه يسلم لحم الخروف في وقت مبكرة من صبيحة العيد، ما يعني أن الماشية نحرت قبل صلاة العيد، مضيفا أنه يوجد البعض من أعضاء الجالية المسلمة من يفضل التبرع بأموال الأضاحي لأقاربه في الجزائر أو بلده الأصلي أو حتى المحتاجين وإخوانهم اللاجئين القادمين من سوريا وغزة، مثلما حدث في السنة الفارطة. مدير شركة “سرتا” للموّالين ببولونيا، فوزي نوي، ل”الخبر” “نصف مليون أضحية توجّه لمسلمي فرنسا” كشف فوزي نوي، مسيّر شركة “سرتا” للخدمات والعلاقات بين المذابح والزبائن ببولونيا، أثناء تواجده بفرع المؤسسة بباريس، ل«الخبر”، أنه تم رفع طلبات أعضاء الجالية المسلمة الخاصة بأضاحي عيد الأضحى من أجل اقتناء حوالي 4000 أضحية بالنسبة إلى باريس وضواحيها وكذا ليون على مستوى شركته، من أصل عدد إجمالي يقدر بأزيد من 500 ألف رأس غنم يتم بيعها عبر كافة التراب الفرنسي. وأبرز فوزي نوي بأنه يتم التحضير مسبقا لعيد الأضحى في أوروبا، فمثلا بفرنسا تتم عملية التنظيم مع الموّالين الفرنسيين 3 أشهر قبل حلول أيام العيد ثم الاتصال بمسلمي الضاحية الباريسية بالتنسيق مع اتحاد الجمعيات المسلمة بدائرة 93 بسان سانت دوني، حيث تتكفل الشركة بجميع مراحل العملية، بداية من البيع ثم النحر والتقطيع والنقل والتوزيع إلى غاية آخر نقطة من التنظيف تحت مراقبة الجمعية الخيرية المسماة “حلال فريف”، بسعر يتجاوب مع إمكانيات مسلمي فرنسا، حيث تم تحديد ثمن الأضحية بمبلغ 190 أورو لليوم الأول، ويتم خفض منها 60 أورو إذا تم نحرها في اليوم الثاني: “مع أننا نعلم أنه في مقدور مسلمي فرنسا أكل اللحوم كل يوم، لكن لأضحية العيد مذاق خاصن فنحن نعمل قدر المستطاع لضمان الأضحية لكل مسلم بالمهجر، سواء في بولونيا أو في فرنسا”، يقول نوي. وتقوم الشركة هذه الأيام بحملات إشهارية واسعة عبر الإذاعات لإخطار المسلمين بمكان النحر والتوزيع حتى تتجنب الشركة التقسيم داخل المذابح، وأوضح المصدر ذاته أن الشركة تعطي أهمية كبيرة لسوق فرنسا بالنظر لعدد المسلمين بهذه الدولة مقارنة بدول أخرى كألمانيا وبولونيا والسويد. شهادات تأهيل في الذبح الحلال لأعوان شركة “سرتا” واسترسل نوي بالحديث شارحا بالتفصيل جميع مراحل العملية، بداية بالاتصال بالمزارع الفرنسي أو البولوني ثم التوجه نحو مزرعته، حيث يتم اختيار الماشية لإرضاء الزبون ثم يتم الانتقال إلى المذابح عشية عملية النحر، حيث يتم إخضاع هذه الأخيرة إلى مراقبة وغسل الآلات وتطهير جميع المعدات، وفي اليوم الموالي يتم استقدام الماشية من أجل الشروع في عملية النحر من قِبل 3 أعوان تابعين للشركة ثم التقطيع، دون نسيان الختم الذي يحمل عبارة “حلال” مصادق عليه من قِبل الرابطة الإسلامية ببولونيا التي يشرف عليها إمام جزائري. ارتفاع مبيعات الموّالين الفرنسيين بنسبة 70 في المائة وأوضح محدثنا بأن عيد الأضحى في أوروبا، وخاصة في فرنسا، لا يعد عيدا للمسلمين فقط وإنما فرصة للموّالين الفرنسيين الذين هم على دراية تامة بتاريخ أيام العيد، وهم من يبادرون بالاتصال بالشركة 3 أشهر على الأقل قبل حلول العيد، كون مبيعاتهم ترتفع بما نسبته 70 بالمائة في هذه الفترة. أما عن الجانب الخيري للشركة فقال صاحبها بأنه يتم تخصيص 60 أضحية عيد للعائلات الفقيرة إلى جانب صرف جزء من العائدات إلى حسابات الجمعيات الخيرية والمساجد. وعلى صعيد آخر، فقد كشف محدثنا بالمناسبة أنه تجري حاليا مفاوضات مع العديد من الزبائن في الجزائر وكذا السفارة الجزائرية في بولونيا من أجل تصدير لحوم الغنم علاوة على لحوم البقر، التي قامت الشركة بتصدير 1000 ألف طن منها من بولونيا إلى الجزائر مؤخرا. مستحدث أول موقع لشراء الأضاحي “حلال ڤروب” عكاشي بلخير ل”الخبر” “هدفنا محاربة المضاربين والسماسرة” عبّر مستحدث أول موقع للشراء الجماعي لأضاحي العيد على الأنترنت بفرنسا ومؤسس جمعية “الأمل” عكاشي بلخير عن ارتياحه للتفاعل الإيجابي الذي عرفته المبادرة التي أطلقتها الجمعية ب«كليشي سو بوا” في ظرف 48 ساعة من إطلاقها، حيث حظيت هذه التجربة الأولى بإعجاب كبير من قِبل المتواصلين معها، وأغلبهم من الجمعيات والمساجد، حيث تم اقتناء 100 أضحية من غنم وبقر، والطلبات لا تزال مرشحة إلى الارتفاع خلال الأيام القلائل القادمة قبيل حلول عيد الأضحى، وهي مرجحة إلى بلوغ طلبات شراء 300 أضحية. وقال عكاشي بأن الفكرة جاءت بالتنسيق مع شباب الجمعية الذين تتراوح أعمارهم مابين 20 و35 سنة، وذلك بعد الهيمنة التي تعرفها سوق الماشية بفرنسا من قِبل تجار الجملة والسماسرة والوسطاء قبل الوصول إلى الموال نفسه، ناهيك عن المضاربة التي تشهدها الأسعار ورضوخ مسلمي فرنسا إلى هذه المعاملات لانعدام الخيار أمامهم، حيث ارتأت جمعية “الأمل” التابعة لاتحاد الجمعيات المسلمة بمقاطعة سان سانت دوني أن تنطلق في هذه التجربة لمرافقة أعضاء الجالية المسلمة في أيام عيد الأضحى والسهر على ضمان الجودة والنوعية والنحر “الحلال”. وعن سعر الأضحية عبر الأنترنت فقد وصل ثمن الماشية في اليوم الأول إلى 250 أورو مع احتساب تكاليف النحر والنقل والتوزيع، ومبلغ 190 أورو بالنسبة لليوم الثاني، سواء للجمعيات والمساجد أو الأشخاص. كما تسمح هذه المبادرة إلى مساعدة المتأخرين والموظفين الذين لا يجدون وقتا للتوجه لشراء الأضحية فإن موقع “حلال ڤروب” يضمن لهم عملية الاقتناء إلى آخر ساعة عشية عيد الأضحى. الخبير الاقتصادي كاميل ساري ل”الخبر” “سوق “الحلال” تنعش الاقتصاد الفرنسي بمداخيل 7 مليارات أورو” قال الخبير الاقتصادي بباريس كاميل ساري، ل«الخبر”، إن سوق “الحلال” بفرنسا أصبحت تجذب كل المتعاملين الاقتصاديين المعروفين على الساحة الفرنسية وتسيل لعابهم بعد تيقنهم بأهميتها والأرباح التي يجنيها هؤلاء. وقد كشفت الإحصائيات الأخيرة أن المداخيل التي سوق “الحلال” تقدر ب7 مليارات أورو في السنة، يشرف عليها غير المسلمين، وأغلبهم من اليهود الذين ينحدرون من شمال إفريقيا. وأضاف الخبير بأن رجال الأعمال الفرنسيين أصحاب المراكز التجارية الكبرى ك«كارفور” و«أوشان” أصبحوا يخصصون أجنحة كاملة طويلة وعريضة تعرض فيها سلع “الحلال”، بما فيها اللحوم الحمراء والبيضاء، الأمر الذي كان منعدما تماما قبل أن يتفطّن هؤلاء للأموال الطائلة التي تملء خزائنهم. وبالإشارة إلى أيام عيد الأضحى فهي تعد أيما مربحة جدا بالنسبة للموّالين ولكل المتعاملين الآخرين، يقول كاميل ساري، خاصة أنها تعد مناسبة يتضاعف فيها حجم النفقات، سيما أن الأمر يتعلق بالمسلمين المقيمين بفرنسا الذين يتراوح عددهم مابين 6 ملايين و7 ملايين مسلم، وتتفاوت قيم النفقات من شخص إلى آخر، حيث يتم تقدير حوالي 150 أورو للفرد الأعزب و300 أورو بالنسبة لكل عائلة تدخل فيها مصاريف شراء الماشية وكذا اللوازم التي تصاحبها، علما أنها ليست بالنفقات المرتفعة بالنظر إلى معدل مدخول كل فرد شهريا الذي يقارب 1500 أورو. المؤسسة الخيرية للإغاثة الإسلامية بفرنسا حملة تضامنية للتكفل ب600 ألف محتاج في عيد الأضحى “أبي.. أرسم لي خروفا” هو شعار الحملة التي أطلقتها المؤسسة الخيرية للإغاثة الإسلامية بفرنسا للتكفل ب600 ألف محتاج بعدة دول، على رأسها فرنسا، كهدف وضعته الإغاثة هذه السنة مع تحويل هذه المناسبة الدينية إلى مشروع تضامني ضخم يسمح للملايين من المعوزين بالظفر بحصتهم وتذوق طعم التآزر في عيد يحتفل به كل مسلمي العالم. السعي إلى نحر 17 ألف رأس وتطمح الإغاثة الإسلامية بفرنسا إلى نحر ما عدده 17 ألف رأس من أغنام وأبقار حسب عادات كل بلد، حيث ضاعفت نشاطاتها ميدانيا من أجل إحصاء العائلات المحتاجة والأشخاص العزل، بمن فيهم اللاجئون، بعدما كانت قد نجحت السنة الماضية في التكفل بقرابة نصف مليون محتاج و82256 عائلة معوزة عبر 17 دولة في العالم، تم من خلالها نحر 17571 أضحية بين غنم وبقر. وتركت المؤسسة الخيرية هذه السنة 2015 لمتبرعيها الذين يفوق عددهم 100 ألف متبرع حرية الاختيار في تقديم المساعدات حسب إمكانيات وقدرات كل واحد، حيث وضعت مجموعة من الاقتراحات في شكل أفواج يختار المتبرع من خلالها البلد الذي يرغب التبرع فيه والثمن الذي يمكنه تقديمه، إذ يشمل الاختيار الأول أولئك المتبرعين الذين يضعون ثقتهم في الإغاثة الإسلامية ويتركون لها حرية تقدير حاجة كل محتاج والبلد الذي ينتمي إليه، حيث تم تقويم المبلغ في هذه الحالة ب169 أورو. أما فيما يخص أفواج الدول، فتضم المجموعة الأولى كلا من البنغلاديش وإثيوبيا والنيجر والسودان ومالي، على أن يتبرع كل فاعل خير ب97 أورو، و166 أورو بالنسبة لدول كينيا والصومال وباكستان والسنيغال وتشاد، وتبرعات بمبلغ 295 أورو لكل من فرنسا والمغرب وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان. توزيع طرود لحوم على السجناء ولا تقتصر الإغاثة الإسلامية على عملية نحر الأضاحي فقط وتقديمها للعائلات المعوزة وذوي الدخل البسيط، بل تتعداها إلى توزيع طرود اللحوم على أولئك الموجودين دون مأوى وداخل مراكز العبور والنزلاء داخل السجون، بالإضافة إلى تحضير وجبات حميمية تجمع حولها العديد من المعوزين من أجل تحسيسهم بفرحة العيد وروح التضامن والأخوة بفرنسا، وكذا المهام النبيلة المنبعثة من العمل الخيري الإنساني. اهتمام باللاجئين السوريين والفلسطينيين على الحدود كما ستصب الإغاثة الإسلامية جل اهتمامها أيام العيد على اللاجئين، وعلى وجه الخصوص بالحدود اللبنانية والأردنية، حيث توجد أكبر كثافة سكانية للاجئين السوريين والفلسطنيين والعراقيين دون إهمال شعوب بعض الدول التي تعاني هي الأخرى من أزمات الحروب وانتشار الفقر والمجاعة، كأثيوبيا وكينيا والنيجر ومالي، تقابلها مجموعة من الدول تعيش الأوضاع المزرية نفسها كالهند وباكستان وبنغلاديش والسنيغال والمغرب، مع الحرص على مراعاة واحترام عادات وتقاليد الأشخاص المنكوبين، كل حسب مجتمعه والنمط المعيشي الذي ينتمي إليه. للعلم، فإن المؤسسة الخيرية للإغاثة الإسلامية تهتم بالاستعداد لاستقبال عيد الأضحى بضبط إجراءات مكثفة بالتنسيق مع 800 جمعية ومسجد موزعين على التراب الفرنسي، من خلال تنظيم حملات تحسيسية من أجل جمع التبرعات اللازمة التي يساهم من ورائها هؤلاء المتبرعين في استئصال الحزن من أعماق قلوب المستفيدين منها. تجدر الإشارة إلى أن عمليات توزيع طرود اللحوم على المحتاجين تبدأ مباشرة بعد صلاة العيد، لتستمر إلى غاية اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى. خريج جامع الأزهر والمتخصص في الشريعة الشيخ محمد عباس ل”الخبر” “على الجزارين أن يتقوا اللّه وعلى الزبائن التحري لكسب الثواب” تأسف خريج جامع الأزهر والمتخصص في الشريعة والقانون الشيخ محمد عباس لما يفعله أصحاب بعض المجازر في فرنسا بالتحايل على الزبائن في عيد الأضحى وبيعهم لحوما عادية على أساس أنها أضاحي، مخاطبا هؤلاء التجار: “اتقوا اللّه فإنه يشهد على ذلك، وقل هذا لحم وليس أضحية”. وقال الشيخ ل«الخبر”، مستدلا بالأحاديث النبوية الشريفة في عملية النحر أيام عيد الأضحى: “الذي يباع بطريقة عشوائية لحم وليس أضحية التي تعد في حد ذاتها قربى للّه سبحانه وتعالى، وعلى كل راغب في شراء ماشية العيد من مسلمي فرنسا أن يعلم بأنها قربى واجبة وسنة مؤكدة، ولابد من التحري حتى ينال الفرد الأجر والثواب إذا وقع ضحية نصب واحتيال من قِبل الجزارين”. وأضاف الشيخ محمد عباس أنه علاوة على الشروط المذكورة، فإن جانب الوقت مهم جدا في عملية النحر، لأنه يعد إعلانا عن التقرب من اللّه عز وجل للشروع في ذلك. الأمين العام لدى مجلس الأئمة بفرنسا، ضوء مسكين ل”الخبر” “تجاوزات بالجملة في عيد الأضحى وخرق للشرع بسبب انعدام قانون خاص بالحلال” كشف الأمين العام لدى مجلس الأئمة في فرنسا، الشيخ ضوء مسكين، ل«الخبر”، أن هناك تجاوزات بالجملة في عيد الأضحى بفرنسا وخرق فاضح لشرع اللّه أمام احتيال بعض أصحاب الجزارات بفرنسا على أعضاء الجالية المسلمة، حيث يبيعونهم لحوم مواش مذبوحة قبل حلول عيد الأضحى بخداعهم على أنها أضاحي عيد وتم نحرها مباشرة بعد الصلاة، بل أكثر من ذلك فهناك من يأتي بها مذبوحة منذ عدة أيام أو أسابيع وربما شهور من خارج فرنسا سعيا للربح السريع. ولم تتوقف التجاوزات عند هذا الحد بل تعدتها إلى إقدام بعض الجزارين على اقتناء خرفان مذبوحة من مكان معين ثم يقومون بشراء الأحشاء والكبد وما صاحبها من محل آخر غير خاضع للمراقبة، لإيهام الزبون بأنها ماشية جديدة مذبوحة في اليوم نفسه، ويستلمها هذا الأخير على أساس أنها أضحية العيد، وهي التصرفات التي تم الإبلاغ عنها من قِبل بعض العمال الذين يعملون لدى هؤلاء الجزارين. وقال الشيخ ضوء مسكين إن المجلس قام بإبلاغ جميع الأئمة التابعين له، والذين يفوق عددهم 3500 إمام، بهذه الخروقات، داعيا إياهم لتقديم النصائح الكافية للمصلين وتوعيتهم بكل ما يحدث، ودعوتهم إلى التحري قبل شراء الأضحية من عند الجزار والتقرب من إمام مسجد الحي الذي يوجد فيه محل المجزرة أو إعطاء العنوان فقط كي يتولى الإمام عملية التأكد من صحة إذا ما سيتم نحر الأضحية حسب ما تقتضيه الشريعة أم لا وهل ذلك المسلخ خاضع إلى مراقبة إمام. كما على الزبون السؤال والحرص على تزويده بكافة المعلومات اللازمة التي تتعلق بأضحيته في ظل انتشار من لا يخشى اللّه فمنهم الرديء والمستقيم، لا سيما أنه لا يوجد قانون فرنسي يعرف ب«حلال”، وبالتالي لا يمكننا رفع شكوى ضد المتجاوزين، فالقانون يعتبرها لحوما قابلة للاستهلاك ولا يتابع من لم يذبح حسب الشريعة، فربما يتم طرحهما من باب الاحتيال. شرعت في تطبيقها وزارة الفلاحة الفرنسية منذ سنتين إجراءات صارمة للنحر والمطلوب شهادات كفاءة مهنية ضبطت السلطات الفرنسية، وعلى رأسها وزارة الفلاحة، جملة من الإجراءات والتدابير للسماح لأعضاء الجالية المسلمة المقيمة على ترابها بإحياء عيد الأضحى وسط أجواء تنعم على الأقل بنفحات المناسبة الدينية، حيث خولت المسؤولية مختلف مراكز المحافظات الموزعة عبر كافة الأقاليم الفرنسية، بما فيها المقاطعات التي تنتمي إليها، إصدار تراخيص للشركات المهتمة، أو بائعي الجملة للماشية الراغبين في إجراء عمليات النحر أيام العيد وفقا لما تقتضيه الشريعة الإسلامية، شريطة أن تتوفر فيهم جميع بنود نص المادة (70- 214) من قانون التنمية الريفية الفرنسي، الذي يتماشى مع القاعدة الأوروبية المؤرخة في 2009 تحت رقم 1099، حسب ما أكدته المكلفة بالإعلام لدى وزارة الفلاحة بباريس. ويقضي القانون صرع الحيوانات الموجهة للاستهلاك الإنساني، بمختلف أنواعها، إلى حد فقدانها الوعي، قبل القضاء عليها نهائيا “رفقا بها واحتراما لها”، وبما أن هذه المادة القانونية لا تتوافق مع ما تقتضيه الشريعة الإسلامية تم إسناد مهمة تسليم التراخيص إلى محافظي المقاطعات الإدارية، مع إلزامهم بحتمية اتخاذ الإجراءات الصارمة لدراسة الملفات المودعة والحرص على مراقبة الأجهزة والآلات المراد استخدامها في المذابح، سواء الثابتة أو تلك المتنقلة التي يتم وضعها بصفة مؤقتة أيام العيد لامتصاص الضغط، إلى جانب شهادات التكوين المتحصل عليها بالنسبة للأشخاص الذين يتولون عملية النحر، مع إدراج الشرط الأساسي المتعلق بمسألة النظافة والتطهير قبل وبعد القيام بعملية النحر داخل المذابح. وأضافت المكلفة بالإعلام بوزارة الفلاحة بأن هناك تعليمة وزارية حديثة دخلت حيز التنفيذ منذ سنتين (01 جانفي 2013) تنص على إجبارية حيازة بعض عمال المذابح الفرنسية المكلفين ب«القضاء” على الحيوانات الموجهة إلى الاستهلاك الإنساني على ما يسمى بشهادات “الكفاءة للحماية الحيوانية”، بما فيها للراغبين في أداء عمليات النحر أيام عيد الأضحى، حيث يشترط، علاوة على الشهادة، أن يكونوا متحصلين على شهادات تأهيل بالذبح الحلال إضافية مرخصة من قِبل المساجد التي اقترحتها وزارة الداخلية الفرنسية، على رأسها مسجد باريس الكبير و«ليون” و«إيفري”، على أن تتم العملية داخل مذابح معتمدة من قِبل وزارة الفلاحة.