إن أي حادث يمس الدماغ مثلا كالسقوط أو استقبال شيء ثقيل على الرأس أو إثر عملية جراحية أو وجود ورم في المخ أو الإصابة بنزيف دموي في المخ أو في السحايا قد يكون سببا من أسباب الإصابة بداء الصرع، كما يمكن أن يبقى دون سبب مدى الحياة. إن داء الصرع أنواع منها المعقدة ومنها البسيطة، ويظهر هذا الداء المنتشر بكثرة على أشكال وأعراض مختلفة منها النوبات الشاملة التي تمس كل الجسم، والتي تمثل النوع الأكثر خطورة وتتميز بفقدان الوعي من قِبل المصاب فور سقوطه دون تمكنه من مراقبة السقوط الذي يفاجئه، والذي غالبا ما يسبب حوادث خطيرة، ثم مشاهدة حدوث النوبة بمختلف أطوارها المتتالية، والتي يبلغ عددها أربعة وهي: - الطور الأول الذي يمثل مرحلة التوتر التي تدوم أقل من دقيقة واحدة، ونشاهد خلالها انقباض العضلات وتوترها وتوتر كامل الجسم مع عض المصاب للسانه بسبب انقباض الفكين وتوقف عملية التنفس التي تؤدي إلى الإصابة بالازرقاق. - الطور الثاني الذي يمثل مرحلة التشنج التي تدوم تقريبا المدة نفسها وتتميز بحدوث تشنج شامل لكل الجسم مع هزات متكررة تزداد في حدتها تدريجيا ثم تعود تتناقص إلى حد هدوئها تماما، فترتخي في الأخير العضلات وتنتهي هذه المرحلة بتبوّل المصاب دون إرادة. - الطور الثالث هذه المرحلة هي الأطول في نوبة الصرع وتدوم حتى 10 دقائق، حيث يعاني فيها المصاب من صعوبة التنفس، الذي يصبح بطيئا وعسيرا دون أن يسترجع وعيه، أي وهو في غيبوبة تامة. - الطور الرابع يبدأ المصاب في هذه المرحلة باسترجاع وعيه تدريجيا، وتستغرق هذه المرحلة بضع دقائق أو أكثر لكن في الأخير لا يتذكر المصاب أي شيء من نوبته. هذه حالة من مختلف حالات داء الصرع التي قد يكون بعضها أخف والبعض الآخر أعقد وبإمكانه أن يترك آثارا للأبد كالإعاقة. يمكن لبعض حالات الصرع التي تصيب الطفل الصغير أن تشفى تماما بعد مرحلة البلوغ. وينبغي على المصاب بداء الصرع متابعة علاجه بانتظام لإبعاد ما بين النوبات والتخفيف من حدتها، كما يجب عليه عدم البقاء لوحده أو ممارسة بعض الأنشطة كالسياقة أو التكفل ببعض الماكنات..