تنوّعت العمليات الفدائية للمقاومة الفلسطينية في الأراضي الفلسطينية، أمس، ما بين الدهس والطعن وإطلاق النار على جنود الاحتلال وقطعان مستوطنيه، وشهدت مدن الضفة والقدس والداخل المحتلة، تنفيذ سلسلة من العمليات البطولية، منذ صباح أمس، أدّت إلى مقتل ثلاثة صهاينة وإصابة أكثر من ثلاثين جريحًا بينهم 8 في حالة خطيرة، واستشهد أمس ثلاثة شبان فلسطينيين، بعد تنفيذهم عمليات بطولية في مدينة القدس وتل أبيب المحتلتين. في العملية الأعنف منذ نحو عام، صعد فلسطينيان مسلحان بمسدس وسكاكين إحدى الحافلات المكتظة بالركاب المستوطنين بالحي الاستيطاني القريب من جبل المكبر بالقدس، وأطلق أحدهم النار على الركاب، فيما طعن الفلسطيني الآخر عددًا آخر من الركاب، الأمر الذي أدّى لمقتل ثلاثة من المستوطنين بينهم حاخام، وأصيب عشرون آخرون جراحهم ما بين الطفيفة والمتوسطة، اثنان منهم في حالة خطرة. وقامت قوات الاحتلال بإطلاق النار على الشابين الفلسطينيين ما أدّى إلى استشهادهما، وقال شاهد عيان بعملية الحافلة: ”أحد المنفّذين كان على كرسي السائق ويحاول خطف الحافلة والآخر يطعن ووجّه مسدسه نحوي فهربت”. وبعد وقت قصير من عملية الحافلة، أقدم فلسطيني آخر على دهس خمسة من المستوطنين في القدس، ومن ثم خرج من مركبته وحاول الإجهاز على المصابين بسكين كبيرة، الأمر الذي تسبّب في إصابة خمسة أحدهم في حالة خطيرة واثنان بجراح متوسطة واثنان جراحهما طفيفة. واعتقلت شرطة الاحتلال المنفّذ، حسب ما أوردته صحيفة ”هآرتس” العبرية، فيما ذكرت مصادر أن منفذي عمليات القدس الثلاثة من سكان حي جبل المكبر. وفي العملية الثالثة وبعد ساعة ونصف، وقعت عملية بمدينة ”رعنانا” الساحلية، حيث أقدم فلسطيني على طعن 4 مستوطنين أحدهم في حالة خطيرة وجرى نقله للمستشفى فيما بعد، وفي حوادث أخرى اعتقلت قوات الاحتلال شابًا فلسطينيًا حاول القيام بعملية طعن قرب المحطة المركزية في تل أبيب، دون وقوع إصابات. وبعد هذه العمليات، حوّلت شرطة الاحتلال القدسالمحتلة إلى ثكنة عسكرية، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إليها ونشرت قواتها ووحداتها الخاصة في أنحاء متفرقة من المدينة، وفرض طوق أمني مشدد على بلدة جبل المكبر جنوب شرق القدس، وحوّلها إلى ثكنة عسكرية. وردًا على سلسلة العمليات، صباح أمس، قرّر رئيس وزراء الاحتلال نتنياهو دعوة مجلسه الوزاري المصغر ”الكابينت” لجلسة طارئة لتدارس التدهور الأمني الأخير وخيارات الرد. وفي الميدان، اندلعت مواجهات في القدس ورام الله والخليل ونابلس في الخليل وغزة وأصيب العديد من الشبان الفلسطينيين بالرصاص الحي والعشرات في حالات اختناق بالرصاص المعدني المغلّف بالمطاط في مواجهات مع قوات الاحتلال على مفرقات هذه المدن. وأصيب خمسون فلسطينيًا أثناء مواجهاتٍ اندلعت على حاجز بيت حانون ”إيرز” شمال قطاع غزة، فيما اعتقل أربعة شبان فلسطينيين بعد تخطيهم السياج الحدودي على المعبر. وقال الدكتور أشرف القدرة، المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة، إن ”خمسين إصابة وصلت مستشفيات غزة، إحداها خطيرة، جرّاء إصابتهم برصاص الاحتلال”. مضيفًا ”وصلت إصابة خطيرة في الرأس للمستشفيات في شمال غزة، جرّاء إصابته برصاص مباشرة من قناص الاحتلال”. واقترب مئات الشبان في لحظة المواجهات من البوابة الرئيسية لمعبر ”إيرز”، وسط إطلاق نار كثيف عليهم من الاحتلال، كما أطلق النار والقنابل المسيلة للدموع بكثافة على الثائرين المتظاهرين بالقرب من المعبر.