”..يا جبانǃ لماذا تجنّبت الحديث عن أزمة قناة ”الوطن” وهربت إلى الحديث عن الشرق الأوسط والسودان؟ǃ” صحفي من قناة “الوطن”. نعم.. فعلت ذلك للأسباب التالية: أولا: كيف يقبل قيادي في حزب سياسي، يقدّم نفسه بديلا مقبولا للنظام القائم، أن ينشئ قناة إعلامية بلا قانون.. أي يمارس “الترباندو” الإعلامي بطريقة غير قانونية.. وعندما تقوم السلطة بغلق قناته بطريقة غير قانونية، يحتج على خرق السلطة للقانون؟ǃ لماذا لم يحتج هذا الإعلامي السياسي الهمام أولا على حقه في ممارسة الحرية الإعلامية وفق القانون؟ǃ ويحتج فقط عندما تقوم السلطة بغلق “الترباندو” الإعلامي الذي يمارسه ب”الترباندو” السلطوي الذي تسيّر به البلاد؟ǃ أليس حال هذه القناة يشبه ذلك الشاب الذي يبيع السلع في الأسواق الفوضوية على الرصيف، وتقوم الشرطة بمصادرة معروضاته، فيحتج على مصادرة الشرطة بطريقة غير قانونية لممتلكاته، ولا يحتج أولا على حقه في ممارسة التجارة وفق القانون؟ǃ ثانيا: يلعن أبو حرية التعبير التي يمثّلها مدني مزراڤ وتقمعها السلطة بالشرطة، هل كان القائمون على قناة “الوطن” في المستوى السياسي والإعلامي لممارسة المهنة الإعلامية؟ لو كانوا كذلك لعرفوا أن مدني مزراڤ، من خلال تحركاته العديدة في القنوات مؤخرا، هو “دياراسي” أكثر منه “فيسي”؟ǃ فهل من يستقبله أويحيى في الرئاسة يمكن أن يكون “فيسي”؟ǃ وليس دياراسي؟ǃ ثم ما هذه البلاهة في القنوات الإعلامية التي تمارس “الترباندو” الإعلامي.. فتقبل ب”الترباندو” السياسي في الرئاسة والحكومة، ولا تقبل به في الإعلام والعدالة والشرطة؟ǃ فالذي لا يعرف من خلال الوقائع أن مزراڤ رجل أمن وليس رجل سياسة، لا يستحق أن يدّعي بأنه إعلامي مهني يمكن أن تسند إليه تسيير قناة فضائية أو يكون قياديا في حزب سياسي؟ǃ الإعلام والسياسة عندنا مسند إلى غير أهله. ثالثا: حالة قناة “الوطن” مع مدني مزراڤ وعلاقتها بحرية التعبير، تشبه قضية ذلك الصحفي في جريدة “لومتان” الذي “خبطها في بار” مع ابن جنرال، ثم تشاجر معه.. فخرجت علينا يومها صحيفة “لومتان” تقول إنه تم الاعتداء على حرية التعبير من خلال شجار ابن الجنرال مع صحفي “لومتان” في البار؟ǃ وقتها كتبت أقول “يلعن أبو حرية التعبير التي تنشط في البارات؟ǃ” رابعا: العديد من هذه القنوات مثل حال السلطة؛ لا هي قانونية ولا هي مهنية، ولذلك فلا غرابة أن يتم الاعتداء عليها خارج القانون؟ǃ وما يؤسفنا حقا؛ هو أن هؤلاء “كلوشارديزاو” السلطة الرابعة، إلى درجة أصبحت تشمع مقراتها من طرف شرطة بلدية دراريةǃ فلا تستغربوا إن سمعتم بأن شرطة بلدية المرادية قد شمعوا الرئاسة، لأن مزراڤ “ولغ” فيها سياسيا؟ǃ أنا تعبان وهربت بقلمي من حرية التعبير المغشوشة في بلدي إلى الحرية السياسية في المشرق العربي.. وتلقيت إنذارات أشد من قسوة زميلي في قناة “الوطن”.. وقد أكتب المرة القادمة عن الحرية في نيكاراغوا.. فقد يكون أسلم لي كجبان محترم في الصحافة.