اعتبر الأستاذ عبد الرزّاق ڤسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أنّ تشاؤم بعض المسلمين بيوم الجمعة إذا تزامن مع اليوم 13 “نوع من الشّرك بالله ينبغي أن نُنبِّه إليه وأن ننهى إخواننا عن الوقوع فيه”. وأفاد الدكتور قسوم بأنّ ما يعتقده البعض من تشاؤم أو تطيّر من العدد 13، وخصوصًا عندما يكون يوم الجمعة، “لا يَعدُو أن يكون من الغزو الثقافي ومن العادات السيّئة”، واصفًا إياه بالأمر “المذموم” الذي ينبغي التخلُّص منه. واسترشد رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ببعض الآيات القرآنية والأحاديث النّبويّة الشّريفة الّتي تؤكّد النّهي عن هذا، مشيرًا إلى أنّ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام نهى عن التطيّر بأيّ شكل من الأشكاله، وأضاف “بالعكس دعا النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام إلى التفاؤل، وعندما سُئِل عن الفأل قال: الكلمة الطيّبة”. وحذّر الدكتور عبد الرزاق ڤسوم المجتمع الجزائري، وخاصة الشباب، من الوقوع في بعض العادات الغربية، مشيرًا إلى أنّها “بدع ناجمة عن الغزو الثقافي لأمّتنا”. المختص في علم الاجتماع عمر أوذاينية ل “الخبر” “المجتمع الجزائري لا يملك مشروعا اجتماعيا واضح المعالم” قال عمر أوذاينية، المختص في علم الاجتماع، إن المجتمع الجزائري لا يملك مشروعا اجتماعيا واضح المعالم من شأنه أن يؤسس لبناء حضارة قوية تتوافق مع إمكاناته البشرية التي تصل إلى 1.5 مليون طالب في الجامعات الجزائرية فقط، وهو عدد يقارب عدد سكان بعض البلدان. ودعا عمر أوذاينية في اتصال مع “الخبر” إلى “ضرورة غربلة القيم الدخيلة، مع التفتح على العالم المعاصر في ظل هذا التدفق الإعلامي والتكنولوجي، لرسم معالم لشخصيتنا في بعدها العقلاني والإبداعي، بما نحوّله من أفكار وبما ننجزه من إنجازات مادية في كل قطاعات التربية”، موضحا أن الغرب المفكك اجتماعيا من خلال تفكيكه للأسرة لم يستطع أن يفكك الأسرة المسلمة، حيث كشف أن الغرب نجح في إقامة ثورات على الأنظمة لكنه لم يستطع تفكيك الأسرة. وفي سياق حديثه، كشف عمر أوذاينية عن وجود قنوات متخصصة تعمل جاهدة على تخريب ذهن المواطن ببث الخرافات والأساطير والسحر والشعوذة، وقال ل “الخبر” إن المشكلة العظمى تكمن في بناء الشخصية الجزائرية التي تعتبر شخصية مقاومة لعادات وتقاليد الأجنبي الذي لم يؤثر فيها، ومع أن هذه الأفكار تبدو هامشية فإنها في حقيقة الأمر قد تمس بالأسلوب العقلاني. الدكتور بلغيث: التشاؤم بالجمعة 13 خرافة غربية من جهته استنكر الدكتور محمد الأمين بلغيث، أستاذ الشّريعة في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر1، تشاؤم بعض المسلمين بيوم الجمعة 13، قائلا “لقد تمكّن الغرب منّا وأصبحت عقولنا مبرمجة على كلّ إلحاد وخرافات وفساد العقلية الغربية”. وأكّد المتحدث أنّ “الشّؤم الّذي يرجعه البعض إلى يوم الجمعة 13 هو الطِّيرة المعروفة عند العرب قبل الإسلام”، مستشهدًا بحديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم “ولا طيرة في الإسلام”، موضّحًا أنّ “المسلم العارف يَعلم أنّ الغيب لا يعلمه إلاّ المولى سبحانه وتعالى”.