قتل 129 شخصا على الأقل في "اعتداءات إرهابية غير مسبوقة" استهدفت باريس وتخللتها تفجيرات وعملية احتجاز رهائن وإطلاق رصاص، ما دفع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند إلى إعلان حال الطوارئ في البلاد وإغلاق الحدود، بينما أعرب العالم عن إدانته وغضبه. وأفاد مصدر قريب من التحقيق ان الاعتداءات المتزامنة تسببت بمقتل 129 شخصا على الأقل وإصابة أكثر من 350بجروح بينهم 99 إصاباتهم خطرة، مشيراً إلى أن هذه المحصلة لا تزال مؤقتة.
Images de la fusillade au Bataclan par lemondefr وقال مسؤول في مجلس مدينة باريس إن أربعة مسلحين قتلوا ما لا يقل عن 87 شخصا كانوا يحضرون حفلا لموسيقى الروك في قاعة باتاكلان، وشن رجال كوماندوس من قوات مكافحة الإرهاب هجوما في نهاية الأمر على المبنى، وفجر المسلحون أحزمة ناسفة وتم إنقاذ عشرات من الناجين، وأضاف المسؤول إن نحو 40 شخصا آخرين قُتلوا خلال ما يصل إلى خمس هجمات أخرى في منطقة باريس من بينها تفجير انتحاري مزدوج خارج ملعب "سان دو ني" أين كان هولاند ووزير الخارجية الألماني يحضران مباراة كرة قدم ودية، وأصيب نحو 200 شخص.
وقال النائب العام في باريس فرانسوا مولينز إن إجمالي عدد القتلى بلغ 129 شخصا على الأقل، وقالت متحدثة باسمه إن ثمانية مهاجمين قُتلوا أيضا منهم سبعة فجروا أنفسهم بأحزمة ناسفة في أماكن مختلفة في حين قتلت الشرطة واحدا بالرصاص.
وبعد خروجه من "ملعب سان دو ني" أعلن هولاند حالة الطوارئ في كل أنحاء فرنسا وذلك لأول مرة منذ عشرات السنين وأعلن إغلاق حدود فرنسا لمنع مرتكبي الهجمات من الهروب، وأُغلق مترو أنفاق باريس كما صدرت أوامر بأن تظل المدارس والجامعات والمباني المحلية مغلقة اليوم السبت، ولكن من المتوقع استمرار بعض خدمات السكك الحديدية والخدمات الجوية، وقال هولند في كلمة وجهها للشعب عبر التلفزيون عند منتصف الليل قبل أن يرأس اجتماعا طارئا لمجلس الوزراء "إنه رعب"، وقال هولوند "نعرف من أين جاءت هذه الهجمات"، وتوجه فيما بعد إلى مكان أعنف هجوم وهو قاعة باتاكلان وتوعد بأن تشن الحكومة حربا "لا رحمة فيها" على الإرهاب.
وألغى هولند خططا للسفر إلى تركيا في مطلع الأسبوع لحضور اجتماع قمة لمجموعة العشرين، ودعا إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الفرنسي في الساعة التاسعة صباحا(0800 بتوقيت جرينتش) يوم السبت.
وتم تعبئة كل أجهزة الطوارئ وألغيت إجازات الشرطة وتم استدعاء 1500 فرد من تعزيزات الجيش إلى منطقة باريس واستدعت المستشفيات أطقمها للتعامل مع الضحايا، وقالت المتحدثة باسم النائب العام إنها لا تستطيع تحديد ما إذا كان هناك مسلحون مازالوا طلقاء، وبثت محطات الإذاعة تنبيهات لسكان باريس بضرورة أن يلزموا بيوتهم وإخلاء الشوارع وتحث السكان على إيواء أي شخص تقطعت به السبل في الشارع.
ووقع أعنف هجوم في قاعة باتاكلان حيث كانت فرقة ايجلز أوف ديث ميتال لموسيقي الروك بكاليفورنيا تقيم حفلا، حيث تبعد هذه القاعة بضعة مئات من الأمتار عن المكاتب السابقة لصحيفة شارلي ابدو الأسبوعية الساخرة والتي كانت هدفا لهجوم دام شنه مسلحون شهر جانفي الماضي.
وكان جولين بيرس وهو صحفي من محطة أوروبا1 الإذاعية موجودا داخل قاعة الموسيقي عندما بدأ إطلاق النار. وفي تقرير لشاهد عيان نُشر على موقع المحطة على الانترنت قال بيرس إن عدة أشخاص صغار جدا لم يكونوا يرتدون أقنعة دخلوا القاعة أثناء الحفل الموسيقي وهم مسلحون ببنادق كلاشنيكوف وبدأوا في "إطلاق النار بشكل عشوائي على الناس، كانت هناك جثث في كل مكان".
وكان تون وهو شاب يبلغ من العمر 22 عاما ويعيش قرب باتاكلان داخلا القاعة مع اثنين من أصدقائه في نحو الساعة 10.30 مساء(2130 بتوقيت جرينتش) عندما رأى ثلاثة شبان يرتدون حللا سوداء ومسلحين بمدافع رشاشة. وبقى تون في الخارج، وقال لرويترز إن أحد المسلحين بدأ في إطلاق النار على الناس. وأضاف "كان الناس يسقطون مثل الدومينو"، وقال إنه رأى أشخاصا أصيبوا بالرصاص في سيقانهم وأكتافهم وظهورهم وعدة أشخاص يرقدون على الأرض قتلى على ما يبدو.
وسُمع دوي انفجارين قرب ملعب فرنسا حيث كانت تقام مباراة كرة قدم ودية بين فرنسا وألمانيا، وقال شاهد إن أحد التفجيرات أطاح بالناس في الهواء خارج مطعم لمكدونالدز يقع أمام الملعب، واستمرت المباراة حتى النهاية ولكن حالة من الذعر سادت بين الحشد بعد انتشار شائعات عن الهجوم، وحامت طائرات هليكوبتر فوق الملعب في الوقت الذي نُقل فيه هولند على عجل إلى وزارة الداخلية للتعامل مع الموقف.
وفي وسط باريس اندلع إطلاق نار عند منتصف المساء خارج مطعم كمبودي في الحي العاشر بالعاصمة، وقُتل 18 شخصا عندما فتح مسلح النار على الجالسين لتناول العشاء مساء أمس الجمعة في شرفة خارجية في منطقة شاروني الشعبية القريبة في المنطقة الحادية عشر. وظلت الشرطة فيما يبدو تبحث عن المشتبه بهم فيما بعد، وترددت أنباء غير مؤكدة عن إطلاق نار في أماكن أخرى.
وقاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل دعوة عالمية للتضامن مع فرنسا وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون "الهجمات الخسيسة."
ولم تصدر أي جماعة إعلانا موثوقا به بشكل فوري عن مسؤوليتها عن الهجمات ولكن أنصار تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مناطق في العراق وسوريا قالوا في رسائل على تويتر إن التنظيم هو الذي نفذ الهجمات، وقالت تغريدة إن "دولة الخلافة تضرب في عقر دار الصليب".
Attentats terroristes à Paris : Etat d'urgence décrété - Alloc... Attentats terroristes à #Paris : Etat d'urgence décrété - Allocution de François Hollande Posté par FRANCE 24 sur vendredi 13 novembre 2015